لوح شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية، والسفير السابق للمغرب في باريس بشكل صريح إلى أن المغرب سيتجه لاعتماد الإنجليزية نزولا عند “طلب الجمهور”.
واضح أنها رسالة سياسية موجهة لفرنسا التي سلمها سابقا،و سرا، نموذجنا التنموي لتنقيحه وفق هواها ،أكثر من كونها استجابة للمشاورات التي أجراها هذا الوزير الذي يجتهد كثيرا في هدر الزمن في “تفراق اللغا”، و صفقات التكوينات التي ستلتهم مئات الملايير.
جاء ذلك بعد أن نجح أنصار التيار الفرانكفوني على عهد الحكومة السابقة في جر التعليم العمومي ومن جديد، نحو حظيرة اللغة الفرنسية من بوابة تدريس المواد العلمية.
حدث ذلك بعد أن نجحوا في كسر “الاءات” التي رفعتها بعض الأحزاب، ومنها حزب العدالة والتنمية.
الحزب الذي تورط في لعبة توافقات لم يربح منها المغاربة إلا المصائب، قبل أن يجد الحزب نفسه معنيا بالمثل الشعبي “الباب ا لحباب” ليرمى به مثل ورقة “كلينكس” كما قال الراحل الجامعي.
التعليم خط أحمر.
والمستقبل الدراسي لأبناء المغاربة كان يجب أن يبقى بعيدا عن التجاذبات السياسية التي ينتصر فيها كل طرف لأجندته الخاصة.
لكن ما يحصل اليوم هو أن التعليم أقحم في المعارك السياسية، وتحول إلى أداة في الاستقطابات الجارية، ورسائل الود الخارجية، التي جعلت الطريق سالكا ومعبدا لعودة الفرنسية بقوة إلى المناهج التعليمية على حساب اللغة العربية التي يرى بعض المهووسين بحب فرنسا أنها لا تصلح للعلم، قبل أن تتغير الأمزجة وتتضح الحاجة للغة الإنجليزية..؟.
المفارقة أنه في الوقت الذي كان فيه عدد من الوزراء الفرنسيين يلحون على تعزيز مكانة اللغة الانجليزية، وجدنا بيننا من دافع بشراسة عن ضرورة عودة الفرنسية للمناهج المغربية والتدريس بها، في خطوة تكشف حالة “التلفة” التي يسعى البعض لإغراق التعليم فيها عن عمد، والتي ستتنتج لنا ومن جديد أجيالا تائهة، مادام وزير التربية قد أعلن انه سيتم الاعتماد على اللغة الانجليزية في مرحلة لاحقة، وكأنه يريد منا أن نبلع الطعم دون اعتراض.
الأمر يعني وببساطة أننا وعوض أن نبسط الأمور نسير إلى تعقيدها أكثر، تماما كمن يقول أن العملية نجحت لكن المريض مات.
والمريض هنا هو التعليم الذي سيتحول إلى فوضى تركز بالأساس على صرف الملايير في استبدال المناهج والمقررات وتغيير لغة التدريس عوض تغيير نظرة الدولة التقليدية للقطاع.
اللافت أن بعض السياسيين سامحهم الله يسوقون دون حرج لهاته المعركة، وكأنها انتصار للتعليم ولجودته، متناسين أن أول خطوة حقيقية لإنقاذه المدرسة تمر عبر تحصين مناعتها في وجه املاءات البنك الدولي، ورد الاعتبار للمعلم ،وفطام التعليم الخاص عن جيوب المغاربة، وتخليص القطاع من لوبي الفساد، وجوقة المتفرنسين، والمتوجسين من خطر خلق أجيال بتعليم جيد.
تعليقات ( 0 )