كما كان منتظرا، تم تعيين وليد الركراكي يوم الأربعاء الماضي مدربا للمنتخب الوطني المغربي، خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش، بعقد يمتد إلى غاية 2026.
قيادة وليد الركراكي لسفينة المنتخب هو مطلب بدأ شعبيا، بعد تألقه مع نادي الوداد الرياضي، وانتهى باختياره من طرف المكتب الجامعي بالإجماع… اختيار جاء بعد تعنت سلفه وحيد خاليلوزيتش وتجاهله لمطالب الجماهير المغربية المتمثلة في استدعاء لاعبين أبرزهم زياش وحمد الله، فكان وليد إذن هو الاختيار الأنسب للمرحلة، خاصة بعد نجاحه في تأسيس مفهوم العائلة داخل القلعة الودادية، ونجاحه في تذويب المسافات بينه وبين اللاعبين والجماهير، وهذا ما شجع جامعة الكرة أكثر على التعاقد معه لعل روحا جديدة تدب في منتخبنا الوطني وتعود الثقة المفقودة بين الجماهير المغربية والكتيبة الوطنية .
“اللي لبس هاذ التوني خاص يكون سبع معانا ماشي ينقز في أوروبا ويجي هنا وما يلعبش مزيان”.
فبالنسبة للركراكي “ما كاينش فرق بين حكيمي وزياش وحمد الله أو بانون.. اللي عندو باسبور خضر مرحبا به”.. وهذا ما جعل الجمهور الرياضي يستبشر خيرا، خاصة وأن نهائيات كأس العالم قطر 2022 تفصلنا عنها ثلاثة أشهر فقط، وهي فترة زمنية قصيرة نسبيا قد لا تمكن وليد الركراكي من وضع بصمته على المنتخب المغربي، أو كما قال في ندوة تقديمه للصحافة الوطنية …”لدي هدف قصير المدى في المونديال، وبالتالي لا يمكنني تغيير الفريق بالكامل أو الدخول في تجارب، قد لا تنجح، لكنني سأضع بصمة خاصة بي بعد كأس العالم”
كلام وليد الركراكي يبدو منطقيا، إذا أخذنا بعين الاعتبار المدة الفاصلة بين تعيينه وبين انطلاق النهائيات في قطر، لكن هذا لا يعني أن وليد الركراكي وكتيبته ذاهبون لكأس العالم من أجل ثلاث مباريات مع منتخبات بلجيكا وكرواتيا وكندا.. فالركراكي الذي لم يعش الحلم المونديالي كلاعب في صفوف المنتخب المغربي، سيسعى جاهدا لتحقيقه كمدرب الآن.. هو الذي سبق له أن كان مساعدا لرشيد الطاوسي في تدريب المنتخب سنة 2012 …يمكننا أن نشعر بتلك الرغبة الجامحة لتحقيق الحلم والحضور المغربي المشرف في كلام وليد المفعم بالأمل، إيذانا بمرحلة جديدة يعيشها المنتخب الوطني.
فعندما يتكلم وليد الركراكي ذي 47 عاما عن حلمه، نشعر بدفء وثقة غريبين.. “حين يحضر نداء الوطن فلا مجال للعطلة والرهان علي من طرف الجامعة المغربية يحقق حلمي بتدريب هذا المنتخب الذي حملت قميصه، خاصة وأن جيلي لم يكتب له التواجد في كأس العالم، إنه حلم حملته كلاعب وسأحققه كمدرب”..
كلام وليد الركراكي يشي بكثير من الأمل والتفاؤل بتحقيق حلمه وحلم الجمهور المغربي في فريق وطني يشبهنا ويزرع فينا نخوة وطنية، خاصة وأن وليد الركراكي يخفي، وراء بشاشة وجهه وروحه المرحة، صرامة تدريبية تعطي الأفضلية لمن يعطي الإضافة ويجعل المنتخب فوق كل الأداءات الفردية، كما يجر وراءه ذكرياته كلاعب للفريق الوطني، مع كتيبة بادو الزاكي التي لعبت نهاية كأس إفريقيا للأمم سنة 2004 بتونس، وكان الركراكي أفضل ظهير أيمن وقتها…بلل القميص واستطاع أن يحفر له صورة مضيئة في ذاكرة الجمهور الرياضي المغربي.
هذه المرة ستكون الجماهير المغربية مدعوة لدعم الفريق الوطني والانصهار في قيم العائلة المغربية، وراء وليد الركراكي، وربما سنسمع الجماهير المغربية وهي تهتف “سير سير يا وليد” وهي كلمة السر التي كانت متداولة بين وليد وجمهور الوداد، خاصة إذا استحضر الجميع أن الفريق الوطني ملك لجميع المغاربة بدون استثناء.
تعيين وليد الركراكي كناخب وطني هو قبل كل شيء فخر لكل الأطر الوطنية، فهذا الرجل، بعد موسم استثنائي مع فريق الوداد الرياضي، استطاع تحقيق لقب البطولة الوطنية والعصبة الإفريقية، وخلق روحا في كتيبته الودادية، وهذا هو الأهم، لذا كان على فوزي لقجع الاستعانة بوليد الركراكي لأن المنتخب كان فعلا قد فقد الروح مع وحيد خاليلوزيتش العنيد الذي جعل الجميع يعيش على لظى التوتر، وعلى العكس من ذلك، فوليد الركراكي كان دائما منصتا لنبض الجمهور ولما يريده، أليس هو القائل أيام نشوته الودادية “اللي دارها الجمهور حنا معه” .
عقد وليد الركراكي مع جامعة الكرة ينص على الظهور بوجه مشرف في نهائيات كأس العالم، ومواصلة العمل على تسلق المراتب على مستوى التصنيفات القارية والدولية مع بلوغ المربع الذهبي في منافسات كأس إفريقيا للأمم التي سيلعب فيها الفريق الوطني تحت قيادة الركراكي إلى غاية 2026 …فهل يستطيع وليد الركراكي ربح الرهان مرة أخرى، كما فعل مع الأمة الودادية ويحقق أهداف عقده مع الجامعة، ويجعل المنتخب الوطني منتخب كل المغاربة، موحدا الجميع خلفه وخلف كتيبته؟
الجميع يفيض بالأمل، هذه المرة، حد التخمة.. فحتى أكبر المتشائمين لا يمكن أن ينكر أن قدوم وليد الركراكي للمنتخب هو عهد جديد قد بدأ، لذا فالجميع مدعو لصناعة التاريخ… اللاعبون، الإدارة التقنية، الجامعة، الجماهير والصحافة الرياضية، على الجميع السير خلف هذا المنتخب لأنه عهد جديد يتشكل مع وليد الركراكي.. لذا لا يسعنا الا أن نقول “سير سير يا وليد”.
تعليقات ( 0 )