أثارت تصريحات وصفت بـ”المسيئة” بحق موريتانيا أدلى بها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المغربي أحمد الريسوني جدلا واسعا في البلاد، وسط مطالبات بـ”الاعتذار”.
وكان الريسوني قد قال إن “وجود ما يسمى بموريتانيا غلط”، وإن “قضية الصحراء الغربية وموريتانيا صناعة استعمارية”.
واعتبر الريسوني أن المغرب اعترف بموريتانيا وبالتالي فهي قد “تُركت للتاريخ ليقول كلمته في المستقبل”. مشيرا إلى أنه “من الخطأ معالجة ملف الصحراء بمعزل عن شعب الـ35 مليونا لو يدعوهم جلالة الملك (محمد السادس) إلى الجهاد سواء بالمال أو بالنفس لتنظيم مسيرة مثل المسيرة الخضراء نحو الصحراء المغربية وتندوف”.
ورغم أن موريتانيا لم تعلق بشكل رسمي على تصريحات الريسوني، فإن وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد ثار فيها جدل كبير بشأن ما أدلى به رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
أما حركة مجتمع السلم، التي تمثل أكبر حزب معارض في البرلمان الجزائري، فقالت إنها تابعت بـ”كل استغراب ودهشة الخرجة الإعلامية للدكتور أحمد الريسوني، والتي تحدث فيها عن استعداد الشعب والعلماء والدعاة في المغرب للجهاد بالمال والنفس والزحف بالملايين إلى تندوف الجزائرية، كما تطاول فيها أيضا على دولة بأكملها، وهي موريتانيا”.
ووصفت الحركة التي يقودها عبد الرزاق مقري ما بدر عن الريسوني بـ”السقطة الخطيرة والمدوية من عالمٍ من علماء المسلمين، يفترض فيه الاحتكام إلى الموازين الشرعية والقيم الإسلامية، لا أن يدعو إلى الفتنة والاقتتال بين المسلمين، وفق ما سماه الجهاد بالمال والنفس”.
من جانبه أوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،علي القره داغي، في بيان أمس الإثنين، موقف الاتحاد من تصريحات رئيسه أحمد الريسوني في مقابلة تلفزيونية، “إنه يمثله وحده ولا يمثل علماء المسلمين”.
وجاء في نص بيان القره داغي، “إن ما تفضل به فضيلة العلامة الريسوني في مقابلته التلفزيونية أو في غيرها، هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد”.
وأوضح أن “دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينص على أن الرأي الذي يسند إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العام بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد، وبناء على هذا المبدأ فإن المقابلات أو المقالات للرئيس، أو الأمين العام تعبر عن رأي قائلها فقط، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد”.
تعليقات ( 0 )