في نهاية غشت الجاري ينوي وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاجتماع في براغ وموضوع التأشيرات سيكون حاضرا على جدول أعمالهم. دول الاتحاد وهي 27 دولة، لا تنتمي جميعها إلى منطقة شينغن التي تضم 26 دولة. أربع دول – سويسرا والنرويج وأيسلندا وليختنشتاين – التي تصدر أيضا تأشيرات شينغن ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.
ديمتري لانكو من مركز الأبحاث الأوروبية في جامعة سانت بطرسبورغ لا يرى في النقاش الحالي سوى “قومية يومية”. وفي لقاء مع DW انتقد محاولة معاقبة كل الروس. تحت مصطلح الروس يقع “أيضا الشيشانيون والتتار وكل الشعوب التي تعيش في الفيدرالية الروسية من دون استثناء، بما في ذلك الأوكرانيون الذين يعيشون في روسيا”.
رئيسة حكومة أستونيا كايا كالاس صبت الزيت على النار بتغريدة كتبت فيها :”زيارة أوروبا هو امتياز وليس حقا من حقوق الإنسان”.
كلماتها هذه أثارت غضبا بين الروس. المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كتبت قائلة إن هذا “هراء” مصدره “فانتازيا أستونية”. وسخرت على موقع تيليغرام بالقول “الامتياز الحقيقي أن تكون محظوظا بما يكفي لمشاهدة روسيا متنوعة ورائعة”.
ألمانيا تعارض
ألمانيا لها موقف متحفظ كشف عنه مستشارها أولاف شولتس الذي عارض الحظر.
وقال شولتس أمام صحفيين بالعاصمة برلين: “إنها حرب بوتين ، ولهذا السبب يصعب عليّ للغاية التفكير في ذلك”. وأوضح المستشار الألماني أنه إذا تم توجيه العقوبات “ضد الجميع، وضد الأبرياء أيضا”، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى الحد من فاعلية هذه العقوبات.
من جانبها أكدت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية أنه وفقا للقانون الساري، فإن فرض حظر أساسي على منح تأشيرات سياحية غير ممكن على الإطلاق، وشددت على أنه يجب فحص كل طلب لتلقي تأشيرة على حدة.
وأوضحت أن المفوضية الأوروبية أرسلت مبادئ توجيهية للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي في متي الماضي، والتي يمكن بموجبها رفض طلبات بعد فحصها فرديا؛ في حال كان الشخص المتقدم بالطلب يشكل خطرا مثلا على النظام العام أو الأمن الداخلي أو العلاقات الدولية.
وقالت المتحدثة إنه يجب في الوقت ذاته ألا تنتهك الدول الأعضاء القانون الدولي، وأوضحت أنه سيجب أن يحصل بعض الأشخاص مثلا على تأشيرة
لأسباب إنسانية، أو لأن لديهم أفراد أسرة في الدول التي يتقدمون بطلب تأشيرة لدخولها أو لأنهم صحفيون. وتابعت أن هناك مباحثات حاليا على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل الإعلام عن أحدث التطورات ومن أجل ضمان إتباع إجراءات منسقة.
“لا تعاقبوا السياح بسبب السياسة”
من وجهة نظر ألكسندر جوروخوف من اتحاد المنظمات السياحية الروسية “سوناتو” ، فإن تبادل الضربات هذا هو نتيجة “انفعال عاطفي”.
ويقول لـ DW أن السياح الروس غالبا ما يجلبون المال معهم، حتى لو كان ذلك عبر سياحة الترانزيت، مضيفا: “في رأيي، يجب على هذه الدول العمل على تحويل التدفق من السياح العابرين الحدود إلى تدفق سياحي مع إقامة” ، ويقترح جوروخوف، حلولا براغماتية ويقول لا ينبغي على المرء محاربة السياح “بسبب الصراعات الجيوسياسية”.
تعليقات ( 0 )