خادمة تدفع ثمن إخفاق عصابة من الملثمين

فسحة الصيف

قصة جريمة

شهدت مدينة سلا جرائم مختلفة شجعت عددا من مدمني الفراغ على تهويل بعض الإشاعات التي تم تداولها على نطاق واسع، مع التأكيد على أنها حقيقة لا تقبل الجدل، ومنها قصة استخراج  جثة فتاة من قبرها والتناوب على اغتصابها والتي اتضح أنها مجرد رواية خيالية قد تكون من إبداع شخص أفرط في تدخين “الحشيش”، إضافة إلى رواية عصابة المقنعين التي جعلت البعض يفرضون على أنفسهم حضر تجول يبتدئ من الثامنة ليلا .

و إذا كانت قصة اغتصاب الفتاة الميتة وعصابة المقنعين من نسج الخيال، فإن قصة العصابة الملثمة التي نفدت عملية مثيرة بمنطقة “الولجة” المحاذية لنهر أبي رقراق هي حقيقة  لا تقبل الجدل بعد أن تم اعتقال الجناة وتقديمهم للمحاكمة.

بدأت حكاية هذه العصابة بعد أن  تلقى أفرادها معلومة ثمينة تتعلق بحصول صاحب إحدى الاقامات على تعويض يسيل له اللعاب في إطار نزع الملكية التي قامت به وكالة تهيئة ضفتي أبي رقراق لعدد من العقارات لإقامة مشاريع سياحية و ترفيهية.

التعويض الذي ناهز الملياري سنتيم جعل عناصر العصابة الثلاثة يسهرون ليالي متواصلة من أجل دراسة خطة الهجوم والاستيلاء على المبلغ، قبل أن يستقر اختيارهم على خطة بدأت بارتدائهم لأقنعة تخفي ملامحهم، ومهاجمة الإقامة في وقت مبكر من الصباح مدججين بمديات من الحجم الكبير .

مالك الإقامة لم يصدق عينه وهو يرى سكاكين مخصصة لنحر الأضاحي ترفع في وجهه من طرف أشخاص وضعوا جوارب نسائية على رؤوسهم ليبدو مثل شخصيات أفلام الرعب ليحاول المقاومة دون جدوى.

عمدت العصابة إلى تكبيل الضحية وخادمته وشرعوا في تفتيش المكان بشكل هيستيري، وبعد أن أيقنوا بان الملايير غير موجودة بغرف الاقامة، جربوا استنطاق رهينتهم الذي أنكر وجود المال في المكان ليكون نصيبه علقة ساخنة أصابته بكدمات وجروح في أنحاء مختلفة من جسمه.

وبعد أن يئسوا منه، قاموا من جديد بتفتيش المكان ليعثروا على مبالغ مالية  بسيطة لم ترقى إلى حجم طمعهم إضافة إلى بعض الحلي الذهبية التي قاموا بوضعها داخل كيس قبل أن تتراءى لهم بندقية كان مالكها يستعملها في رحلات الصيد ليتم الاستيلاء عليها.

ولأن مخططهم في الحصول على الملايير التي ستجعلهم أثرياء قد فشل، قرر الجناة تصريف غضبهم في الخادمة  المسكينة التي تم اغتصابها بشكل وحشي من طرف عناصر العصابة الثلاثة ليغادروا المكان بخيبة أمل كبيرة.

وبعد أن تلقت مصالح الأمن بلاغا في الموضوع أمر رئيس المنطقة الأمنية بتشكيل فرقة من عناصر الشرطة القضائية كلفها تحت إشرافه المباشر بحل لغز هذه السرقة ، حيث تم الاعتماد على الأوصاف التي قدمها كل من مالك  الإقامة والخادمة والمتعلقة بقامة الجناة أو أي علامة مميزة لهم، لتنطلق بعد ذلك رحلة البحث  الذي تركز في أوساط ذوي السوابق القضائية  في مجال السرقة من داخل المنازل، مع الاستعانة بعدد من المخبرين الذين توزعوا في المنطقة لرصد أي معلومة من شأنها فك لغز هذه السرقة ،وهو ما مكن من اعتقال أفراد العصابة في زمن قياسي حيث اتضح  بعد إخضاعهم للتحقيق أنهم يقيمون في منطقة عنق الجمل القريبة من مسرح الجريمة، ليعترفوا بتفاصيل جريمتهم التي كان الدافع ورائها هو الطمع كما اعترفوا بمكان إخفاء المسروقات  بما فيها الحلي الذهبية وبندقية الصيد التي تم السطو عليها، قبل أن يتم إحالتهم على العدالة بتهمة   تكوين عصابة إجرامية والسطو والسرقة الموصوفة والاغتصاب.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي