“هاشتاغ ارحل” و الطابور الخامس

المقال المسموم الذي خرجت به وكالة الأنباء الرسمية دفاعا عن اخنوش، وشركته افريقيا، ، يؤكد أن بعض مسؤولي هذا البلد صاروا يخشون أيضا من الاحتجاج في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن غاب صوت الغضب عن الشوارع بفعل الهراوة والاعتقالات.

 الأمر يتعلق بسلوك خطير يفرض إعفاء المدير العام لوكالة الأنباء الرسمية من منصبه.

الرجل الذي  يتقاضى راتبا جد سمين، ويتعامل مع هذه المؤسسة  كضيعة ورثها عن أجداده، له سوابق كثيرة وفادحة، بعد  أن حول “لاماب” لشركة دعاية ضمن  صفقات تم التعامل معها بالصمت، قبل أن تتحول وكالة الأنباء الرسمية التي تكلف المغاربة الملايير، لمجرد مكتب محاماة لصالح أكبر تاجر للمحروقات في البلاد  .

 الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إن المقال الذي كتب بمداد محبرته معروفة، حاول ربط استقرار المغرب ببقاء اخنوش في منصبه، وجعله بعيدا عن أي  انتقاد أو محاسبة شعبية، حتى ولو تعلق الامر ب”هاشتاغ” صار اليوم عملاقا ومخيفا.

 الهاشمي “مول لاماب” استعار، وهذا هو الخطر الكبير بعض العبارات التي توظفها دول كنا لوقت قريب نسخر من أسلوبها في إلصاق أزماتها الداخلية بالمؤامرات، والدسائس، حين ربط  محرر المقال، ومن أوحى له بذلك، “هاشتاغ ارحل” بنشطاء سريين يسعون لزعزعة استقرار الحكومة، والمس باستقرار البلاد ضمن حملة مغرضة ورائها حسابات مزيفة….؟

 مثل هذا الكلام المستعار من القاموس القديم  لأنظمة دول أوروبا الشرقية على عهد الشيوعية، يجعلنا نرسم علامات استفهام مقلقة حول الطريقة التي يفكر بها بعض صناع القرار بالمغرب، وأيضا عن العبث الذي صار يتمدد مستغلا مؤسسات الدولة.

 العودة لمنطق التخوين بعد البلاغات الشهيرة التي ستضل وصمة عار على جبين عدد من المسؤولين، والحديث عن وجود طابور خامس بالمغرب، وتدبيج المقالات عن محاولة لإسقاط الحكومة لتصفية الحسابات على حساب استقرار البلاد، هو “تبرهيش” غير مقبول، و لعب صريح بالنار في ظرف جد حساس.

 “هاشتاغ” “ارحل” هو مجرد صرخة لشريحة واسعة من المغاربة ممن كفروا بالسياسة والسياسيين، وضاق صدرهم بهذه الحكومة ورئيسها، كما ضاق بالوضع الذي صارت عليهم البلاد في ظل تغول اللوبيات، و استفحال الغلاء واستمرار تردي الخدمات، وانسداد الأفق.

 صرخة صارت تخيف، والدليل أن الانكشارية خرجوا للدفاع عن عرابهم الذي قال قبل الانتخابات، وبيقين تام أن المغاربة جميعا أعجبوا ببرنامجه الانتخابي، لذا نقول له اليوم ….

“اخنوش …مالك مخلوع”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي