هل تسلم بنموسى حقيبة التعليم بالخطأ…؟

 

جميع من تابع كلام الخشب الذي واجه به شكيب بنموسى أسئلة البرلمانيين حول واقع المدرسة العمومية،ونسب الهدر المدرسي المخيفة، سيخرج بقناعة أن الرجل أخطأ العنوان،  ودخل الوزارة الغلط. و كأن هناك من أراد له أن يحصل على تقاعد مبكر مع شهادة فشل باستحقاق.

الرجل بدا مشتت الأفكار ، وعاجزا عن  فهم أو تقديم أي جديد، مستسلما للإنشاء الذي سلمه له المتحكمون الفعليون بالوزارة، والذين أوصلوا المدرسة العمومية للقاع، وحطموا ثقة المغاربة فيها بفعل مخططات نعلم جميعا مصيرها،  لذا بقوا  في مناصبهم مكافأة لهم على ذلك، وعلى رأسهم الكاتب العام للوزارة الذي صار أقدم كاتب عام في العالم.

بنموسى الذي يضيع وقت المغاربة، وحق أبنائهم في تعليم عمومي جيد،  في مشاورات  “تفراق اللغا”، يتعامى عن حقيقة أنه  و رغم مشاريع “الإصلاح”،والمليارات التي صرفت على قطاع التعليم،  فقد سبق للبنك الدولي أن شبهنا بمن يصب الماء في الرمل،  حين كشف  أن 66٪ من الأطفال المغاربة في سن العاشرة غير قادرين على قراءة وفهم نص بسيط.

حقيقة صادمة تثبت أن الدولة لازالت محكومة بهواجس قديمة في تعاملها مع وصفات “الإصلاح” التي طالت القطاع، والتي انتهت به إلى دوامة، ومتاهة، لا يراد له أن يخرج منها، لتدفع أجيال بكاملها الثمن.

البنك الدولي قال أنه منحنا 5000 مليار لإصلاح التعليم، و أنه لا حل لنا للخروج من وضعنا الحالي سوى بتعزيز تعزيز رأس المال البشري، وشدد على أن نتائج التعليم هي أفضل المؤشرات للتنبؤ بالنمو المستدام في البلد، وأفضل وسيلة للحد من انتقال الفقر من جيل إلى جيل.

ليس هذا  فقط،  البنك   قال  أن الدولة تتهرب من الإصلاح الحقيقي للتعليم الذي لا ينبغي اختزاله في الميزانيات والدراسات فقط .

بعد كل هذا  نعاين السي بنموسى وهو يستهلك المزيد من المال والوقت في المشاورات.

المجلس الاقتصادي والاجتماعي أكد بدوره أن مشاريع إصلاح التعليم قفزت على عدد من الأعطاب الأساسية، وغرقت في “الايدولوجيا والحسابات السياسية”.

حسابات  فرضت في نهاية المطاف عودة الملايين من أبناء المغاربة إلى حظيرة الفرنكفونية ضدا على المنطق الذي  اعتمدته جميع دول العالم بما فيها فرنسا، والذي يقول أن المستقبل للغة الانجليزية.

المجلس خرج بدوره بمعطيات صادمة  حول نزيف الهدر المدرسي الذي يجعل حوالي نصف مليون تلميذ وتلميذة يودعون  فصولهم كل سنة، 29 في المائة منهم في المستوى الابتدائي،  وهو الرقم الذي لاعلاقة له ب331 ألف تلميذ وتلميذة الذي أعلنه الوزير بنموسى.

لا بأس أن نذكر بنموسى  بأن ذات المجلس وجه دعوة صريحة للدولة من  أجل جعل  إصلاح المدرسة أولوية وطينة بعد قضية الوحدة الترابية، وجعلها فرصة للارتقاء الاجتماعي لجميع المغاربة  دون تمييز. و قال أن أي توجه غير ذلك سيزيد في إنتاج المزيد من الفوارق ومظاهر الإقصاء.

دعوة تؤكد  أننا عوض أن نصلح التعليم، ونستثمر بجدية في “البشر”، زدنا في تعميق أزمته لينتج في النهاية مدرسة أريد لها أن تبقى معطوبة، وبدون ملامح، رغم آلاف المليارات التي بددت في صفقات فاسدة لازال المغاربة ينتظرون كشف المتورطين فيها.

السي بنموسى “براكا من الشفوي… و لي بغا يخدم  ينوض يتحزم راه العطب باين….”

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي