زهير المترجي .. عريس نهائي العصبة الإفريقية وقاهر “الأهلي”

سيذكر التاريخ الرياضي، المغربي والإفريقي، أن لاعب الوداد “زهير المترجي” كان عريس ليلة أسطورية بامتياز، ليلة ترجى فيها كل المغاربة النصر لوداد الأمة، فلبى المترجي النداء، بهدفين قاتلين في مرمى الأهلي المصري، لتتوج الوداد بكأس عصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخها وتعانق اللقب الإفريقي الذي سرق منها غدرا في موقعة رادس.

ليلة 30 ماي الماضي ستبقى نقطة فاصلة في مسار زهير المترجي، الذي زف عريسا في ليلة لا تشبه غيرها من الليالي… ليلة سبقتها ليال من الترقب والتمني، والبلاغات التي لا تعد ولا تحصى من فريق الأهلي، فجاء زهير ليزهر هدفين من ذهب في مرمى العملاق الشناوي، أولهما كان صاروخا زلزل كل جنبات مركب محمد الخامس، وأشعل نار فرح، لم تخمد بعد، في قلب كل المغاربة والجمهور الودادي على وجه الخصوص، وثانيهما ختم بالشمع الأحمر على كل آمال فريق الاهلي، ومنح الوداد الثقة للسيطرة على أطوار مباراة تاريخية لن ينساها كل عشاق الفريق الأحمر.

زهير المترجي كان أشبه بمارد خرج من قمقمه، فرغم غيابه عن مبارتي نصف نهاية العصبة، أمام بترو أتلتيكو، ومباراة المغرب الفاسي من البطولة الاحترافية، إلا أنه مع ذلك أبدع، وسجل هدفين سيخلدهما تاريخ الكرة الإفريقية.

يحق إذن لمنطقة الدروة الافتخار بهذا الفتى الأسمر، ذي الستة والعشرين ربيعا، الذي رأى النور فيها وداعب الكرة في شوارعها وأزقتها، قبل بداية مسيرته الاحترافية بفريق الوداد سنة 2014 والتي تخللتها فترة إعارة لموسمين متتالين، حيث تمت إعارته أولا لفريق حسنية أكادير في موسم2016/2017ثم لأولمبيك خريبكة في موسم 2017/2018 ليعود انطلاقا من موسم 2018/2019 لحضن فريقه الأم الوداد، بقرار من رئيس الفريق سعيد الناصيري.

من كان يتخيل أن هذا الفتى الأسمر سيعود للتألق، وهو الذي مر من مرحلة فراغ وتعرض لانتقادات الجمهور الودادي، بعد حادثة نزع قميصه وإلقاءه أرضا بعد تغييره في إحدى المباريات سنة 2020؟ بالتأكيد، لا أحد راهن على زهير المترجي!… لكن المدرب وليد الركراكي أعاد لزهير وأصدقائه روح المنافسة والتضحية، ومفهوم العائلة الواحدة، فكان أن رأينا انصهار زهير في الروح الجماعية، التي مكنته من إهداء هدفين ولا أروع لفريقه، ولكل المغاربة الذين تابعوا العرس الإفريقي، وتمكن أيضا من التربع على عرش هدافي العصبة بخمسة أهداف، جنبا إلى جنب مع زميله يحيى جبران عميد الفريق.

زهير المترجي، أضحى كابوسا لكل الأهلاويين الذين لم يصدقوا ضياع لقب عصبة الأبطال، وأصبح اسما مفضلا لكل الزملكاويين “للتحفيل” أي السخرية من الأهلاويين. فمنذ انتهاء المباراة لم تتوقف جماهير الزمالك عن الدعابات التي تنطلق من تألق زهير المترجي وقنبلته لمرمى الشناوي، فمرة هو “صاروخ اسمه المترجي” ومرة هو “خراب بيوت” في إشارة إلى الخلافات التي حدثت داخل النادي الأهلي، بعد الهزيمة، وهو أيضا “جرح المشاعر” والكثير من صور السخرية التي تكشف عن روح النكتة والدعابة لدى الأشقاء المصريين.

نجم الوداد الآن في مفترق طرق، فزهير قبل نهائي العصبة، ليس هو نفسه بعد التتويج، إذ لا بديل الآن عن التألق! …ففي تلك الليلة ولد نجم جديد، يتمنى كل عشاق الحمراء أن يضيء سماء الكرة المغربية والدولية، خاصة وأن عيون قناصي المواهب تراقبه عن كثب، ولن نستغرب لو شد الرحال خارج المغرب في تجربة احترافية بعد نهاية الموسم الحالي. لكن في كل الأحوال فالفتى الأسمر مصر على السير في درب التألق ومعانقة المزيد من الألقاب مع فريقه الوداد الذي يطمح لتحقيق الثلاثية، فالصراع على لقب البطولة الوطنية وكأس العرش سيفتح المجال أمام عريس العصبة للتألق من جديد وتأكيد نجوميته.

 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي