أقسم بكل صدق أنني قلق من وجوده على رأس منتخبنا الوطني. وأقسم بأغلظ الإيمان أنني لم أقبل أبدأ أن يأتي أجنبي لكي يعلم أحفاد بن مبارك وحسن اقصبي وعبد الرحمان بلمحجوب والأب جيكو ولخميري وغيرهم من عظماء تقنيات كرة القدم. لا اخفيكم أن بعض الأجانب أحبهم المغاربة لأنهم أحبوا المغرب. فيدينيك كان يدرب أول فريق افريقي يشارك في كأس العالم. أبناء جيلي سهروا في ليلة من ليالي صيف 1970 واستمتعوا بلعب جميل لفريق المغرب أمام وصيف بطل العالم في تلك الحقبة وهو الفريق الألماني الذي خسر نهائي سنة 1966 أمام إنجلترا. شاهدنا المباراة على شاشات التلفزيون بالأبيض والأسود. لأول مرة شعرت بعلاقة الكرة بإيقاعات دقات قلبي. وسط ليل دافئ ومن إحدى مدن المكسيك ظهرت صور الفريق الوطني وكم كانت تلك الليلة طويلة وممتعة وجميلة وفي جزء منها حزينة. وكنت أعرف كل اللاعبين كلهم كغيري.
من حسن حظي أنني كنت أراهم من قبل كل يوم في المركز الوطني للمعمورة. كنا في معسكر الكشافة سنة 1970 حين تم تنظيم أول تجمع لتنصيب ولي العهد، ملكنا محمد السادس، كشبل أعظم في الحركة الكشفية. وكانت هذه السنة نهاية العلاقة العضوية بين حزب الاستقلال وبين جمعية الكشفية الحسنية. كنت أرى يوميا مدرب المنتخب السيد فينيدينيك وكان طويل القامة يلبس عادة لباسا أبيضا. كنت أرى علال حارس العرين وبوجمعة وعبد ألله والمعروفي وغاندي ومولاي إدريس وحمان الذي سجل الهدف الأول في الشباك الألمانية التي كانت تحت حراسة الكبير ماييير. وكان هذا الهدف هو الأول في تاريخ مشاركاتنا في كأس العالم. وإذا استثنينا مرداىيسكو الذي كسبنا معه كأس أفريقيا سنة1976 والمهدي فاريا، فلم نسجل شيئا يذكر مع الأجانب الذين تولوا مهمة التدريب.
لقد أصبح المغاربة المحبين للكرة أكثر إصرارا على رفض المدرب الأجنبي وذلك منذ سنين. ولا زالوا يتساءلون حول إصرار رئيس الجامعة ومن سبقه على اختيار الأجنبي. هل له القدرة أم لا على اختيار المدرب أم أن الجميع يظلمه. صحيح أن المغاربة اتفقوا معه على إيقاف التعاقد مع بادو الزاكي لإيقاف نزيف كان سيحرمنا من التأهل إلى كأس العالم التي نظمت في روسيا ولكنهم لم يتفقوا مع سلفه لإيقاف مسيرة كبير راحل كان اسمه كبير وهو اللوزاني فنان التدريب وللفنان كان له من حسده وأوقع به بلك لؤم عند ربهم سيلتقون. ولكن ليس صحيحا أن محبي المنتخب الوطني موافقون على اختيار رئيس جامعة الكرة لكل مدرب قد نال استحسانه. يحملون كل التقدير له لكنهم يلاحظون أنه يختار “أي شيء أجنبي” وأنهم مهما عبروا بكل أشكال التعبير، سيظل الأجنبي هو الأمر الناهي والمقرر في من سيتشرف بالوقوف احتراما للعلم الوطني. قد يقول المدرب ما يشاء وقد يغيب أحسن لاعبينا المغاربة حتى النخاع عن كأس العالم المقبلة وهذا سيحسب ضده. والمغاربة لن يقبلوا غير الانتصارات لفريقهم الوطني ويا ليت النصر كان بتأطير من مغربي له الكفاءة وروح القميص. المدرب الحالي يعطينا إشارات أنه لا يحترمنا ولا يحترم صحافتنا ولا رياضيينا. أتمنى أن لا يغادر بلدنا وهو ماسك بأموالنا ناكرا لثقة جامعتنا. لا أعرف كيف يتم اتخاذ القرار حول المدرب لكنني كجميع المغاربة لن أغفر له زلاته هو ومن ناصروه. قد أكون غير ممتلك لأدوات التمييز بين أهلية المدربين ولكن أبناء بلدي لا يجتمعون على ضلال.
تعليقات ( 0 )