حكاية “الذيب الشارف” و السي “لحمار”

واهم من يعتقد أن الجرعات المفرطة من التصريحات الفرجوية، و الخرجات الاستعراضية التي تتخذ طابعا أكثر حدة  مع اشتداد الأزمة التي تمر منها البلاد، ستنطلي على المغاربة، وستنفع في تنشيط “البطولة” في ظل مشهد سياسي رتيب وعبثي وفاقد للمصداقية.

أسباب النزول هي  حكاية الذيب الشارف والحلايقي والسي الحمار والميكروب.

المغاربة يحتفظون في ذاكرتهم بصور عدد من المسؤولين الذين كانو يملئون الدنيا صراخا  وسبا وضربا على الطاولات، قبل أن يركنوا للصمت كغيرهم ممن  ذاقوا من حلاوة السلطة لذا فإن ما يحدث اليوم له مفعول عكسي، سيزيد  فقط من  كفر المواطن بالساسة والأحزاب.

لقد عاش المغاربة قمة حموضة هذا “السيتكوم” مع الاتهامات التي وجهها في سنة 2015، رئيس حكومة السابق، لأمين عام لحزب سياسي، بالاتجار في المخدرات الصلبة، و توظفيها في الانتخابات وشراء الأصوات.

وللصدف فإن هذا الاتهام الخطير ترجم لشكاية  “ميتة” قدمها الأمين العام الحالي لنفس الحزب، و المفارقة أن هذا الأخير هو من عاد اليوم لتوزيع الاتهامات على أكثر من جهة دون أن يكلف نفسه عناء وضع شكاية أو سلك المساطر المتاحة، بل صدم اشد المقربين منه باستقبال من كان يصفه بإمبراطور الفساد، والسبب واضح .

قد يكون الطالبي العلمي ميكروبا على الأقل بالنسبة لبنيكران…لكن أين كان مجهر هذا الأخير وهو يسلمه كعكة رئاسة مجلس النواب.

نحن أمام صراع بين الأغلبية والمعارضة حول من يغرق المشهد أكثر بخطاب  الشعبوية.

يقابل ذلك  أداء جد ضعيف، وغير مقنع، لحكومة صار المغاربة يعرفونها جيدا مثل خروب بلادهم.

تماما كما يعرفون أين يمكنها أن تضع قدمها وضمن أي مساحة.

ويدركون أيضا كيف صارت المؤسسة التشريعية مخترقة من طرف اللوبيات وفي خدمتهم.

كما يعرفون أن السياسة ليس فيها عداوات ولا صداقات دائمة ، بل فقط مصالح مخلوطة بكثير من الانتهازية.

ما يحدث حاليا من خرجات استعراضية لدغدغة مشاعر الناس سيزيد فقط في تكريس صورة السياسيين السلبية أمام الرأي العام مادام الجميع “مسقي بمغرفة وحدة”.

عاينا قبل ذلك كيف تحول البرلمان على مدار سنوات لسيرك حقيقي،

سيرك يتم فيه تبادل ألفاظ تنهل من قاموس الشارع، وتصوب فيه الاتهامات العشوائية بالفساد نحو جميع الاتجاهات، ولا يتردد فيه البعض في كشف جسده عاريا أمام الآخرين، أو لكمهم وعضهم.

تضاف لكل هذا السلوكات ظاهرة الغياب التي ظلت مرضا مزمنا لا يشفى منه البرلمان إلا مرة واحدة كل سنة، وذلك خلال افتتاح الدورة التشريعية التي يحضرها الملك.

حينها يهرول الجميع لأكل الحلوى ….

والحلوى أنواع…

أما نحن فسنظل نردد…

شتي الذيب…شفتي كعلالتو

في زمن  وصلت فيه السياسة للحضيض مع  “الحلايقية” و”الحمير”..

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي