مرض تصحر أدمغة “الكابرانات” وخدامهم بالجزائر

كان الله في عون شعب الجزائر الذي حباه بخيرات كبيرة وحرمه منها من استولوا من العسكر ومواليهم عليها.. كان آلله في عون من توجع من فرط الهجوم على الفكر والمفكرين والحرية والمبدعين والسياسيين النزهاء.. أقفل الكابرانات باب القصر الرئاسي على تبون وحدد له كبيرهم أوقات تسجيل هرطقاته الإعلامية  لتركيبها تفاديا للفضيحة فيما بعد، وسجن الوزراء وحدد لهم وقت الخروج والدخول إلى مكاتبهم، وسجن القضاة وكتب لهم الأحكام التي وجب عليهم قراءتها، وفرض عليهم كتابة أحكام تناقضها عندما ينتشي الكابران الكبير بكأس أو سيجار ويعيد النظر في درجة سخطه أو رضاه على قابع في السجن بأمره.
كم تغنت أبواق سارقي خيرات الشعب الجزائري بقوة دبلوماسيتهم وبرجوع الوزير العجوز العمامرة لتعزيز الهجوم على الجار وقضيته العادلة. وهاج رمطان، وكم هي غريبة أسماء صناع اليأس والفشل في الجزائر، كما هاجت زمرة من حاملي أسماء غريبة على قاموس ما ينطق بحياء أمام من يعطون للحياء معنى في الحياة. استل العمامرة سيفا عابه الصدأ المتراكم منذ الحرب الباردة، وراح يلوح في كل الاتجاهات وما أصاب في الأخير إلا بلده وآثار جروحها التي لم تندمل. حاول استجداء موافق إفريقية فاكتشف أن عهد دبلوماسية البترودولار قد ضعفت. واستعمل أساليب القدح والشتم تجاه من صوت في مجلس الأمن من الدول العربية، فلم يجبه أحد. ثم اعتبر أن الأمم المتحدة لم تعد مكانا مريحا لاستصدار قرارات ضد الوحدة الترابية للمغرب فنعتها بكل الألفاظ والصفات غير الدبلوماسية. حاول الهجوم على فرنسا فردت الصاع صاعين فصمت كأسياده الكابرانات عن قراءة متأنية للتاريخ الحقيقي وعن مظاهرات حركة القبايل المعروفة بالماك ولم يغلق مجالا جويا ولا قطع علاقات، وطلب فقط زيادة عدد التأشيرات لطبقة من الجزائريين تعيش في بحبوحة عيش لقربها من أصحاب الحل والعقد.
وتفتقت العبقرية والتجربة لدى شيخ الدبلوماسية العمامرة، بفعل مرض تصحر العقول والأفئدة، وقال إن قمة الدول العربية التي ربما ستنعقد قريبا سوف تتطرق للقضية الفلسطينية، وزاد في جدول أعمالها ما هو أحب إلى قلبه المريض، ما يسميه ” قضية الشعب الصحراوي” وهو يعلم أن القضية هي في الأصل قضية الكابرانات. كل هذا لينسف مؤسسة عربية عليا هي جامعة الدول العربية، وبالطبع لن يقف عند هذا.. سوف يسعى إلى إضفاء نوع من الشرعية على حماقات بدأ يلوح بها سماسرة المخابرات. نقل الحرب إلى وسط المدن المغربية وترويع سكان الرباط ومراكش وفاس ومكناس وذلك للضغط على الشعب المغربي. هكذا يفكر أسياد نظام الجزائر وهذا هو عمق تفكيرهم ولو كانت لهم القدرة لأقدموا على القيام بأعمال إرهابية، كتلك التي ارتكبوها ضد شعبهم خلال العشرية السوداء. ولأن حمق الكابرانات لا حد له، فإن عواقبه سوف تسجل لأن المحاكم في الكثير من دول العالم أصبحت لديها الدلائل عن من يشجع على الإرهاب. وحسنا عمل الملك الراحل الحسن الثاني حين وجه الاتهام مباشرة إلى المخابرات الجزائرية في أعقاب الحادث الإرهابي الذي وقع في فندق أسني بمراكش.
من يروج في 2021 للإرهاب في المدن المغربية ويذيعه على قنواته التلفزية هو من خطط ونفذ الهجوم على سياح أبرياء. وهكذا تولى الزمن فضح الجناة، وهكذا تنحدر الدبلوماسية الجزائرية إلى الحضيض مثلها مثل باقي مربعات الحكم من قضاء وأمن واقتصاد وخدمات اجتماعية. كان الله في عونك يا شعب الجزائر أمام تصحر عقول صحاب القرار لديك. أما المغرب فماض في بناء اقتصاده ومواجهة مشاكله الاجتماعية بالاعتماد على موارده وأبنائه، وله قدرة كبيرة على حماية حدوده من كيد كل معتد أثيم.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي