وقع المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن اتفاقية الشهر الماضي، مع شركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط والغاز في سواحل الصحراء المغربية الواقعة جنوب أرخبيل الكناري بين الداخلة والحدود مع موريتانيا. وفي غضون أسابيع متقاربة، أصدر تصاريح لشركة ENI الإيطالية ولأخرى قطرية للتنقيب في سواحل بلادنا الجنوبية قبالة سواحل الأرخبيل التابع لإسبانيا.
ليست هذه المرة الأولى التي تستكشف فيها المملكة، المياه البحرية الواقعة قبالة أقاليمها الصحراوية. فبين ديسمبر 2014 وفبراير 2015، قامت شركة “كوزموس للطاقة” الأمريكية بأعمال تنقيب في ساحل بوجدور، على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب جزر الكناري. وفي الوقت نفسه، كانت شركة “ريبسول” تستكشف السواحل الصحراوية المغربية الواقعة شرق جزيرتي فويرتيفنتورا ولانزاروت الكناريتين. لكن النتيجة كانت هي نفسها: كمية النفط التي تم العثور عليها حينها لم تكن كافية للشروع في الاستغلال التجاري.
وبحسب “خبراء” إسبان من سكان الكناري، فإنه من وجهة نظر بيئية تعتبر هذه التنقيبات تضر بجزر الكناري، خصوصا منها تلك التي تجري بالسواحل الضحلة الواقعة بين أكادير وطرفاية من طرف شركة قطرية. وعند محاولتنا البحث عن وجه “التهديد” الذي قد تمثله التنقيبات لتلك الجزر البعيدة عنها في عرض المحيط الأطلسي، والتي يتم الضغط على حكومة مدريد له. فوجدنا بأن أحد هؤلاء الأدعياء الذي يعمل أستاذا جامعيا وعضوا في ما يسمى “جمعية الكناري للصداقة مع الشعب الصحراوي يقول: “إن جزر الكناري لن تكون مستعدة لمواجهة تسرب نفطي”.
كم كان المفكر عبد الله العروي على صواب، عندما قال قبل سنوات بأن “المغرب جزيرة”، وعلى سكانه أن يتصرفوا مثل سكان جزيرة محاصرة!
التنقيب عن الغاز.. “قلق” إسباني من حق مغربي!

تعليقات ( 0 )