أي دور لحفتر في انقلاب تشاد؟

تعيش دول القارة السمراء حالة من الفوضى وفقدان الأمن وعدم الاستقرار بسبب تدخلات دول الغرب في شأنها الداخلي والمحاولات المستمرة للسيطرة على مقدرات وثروات هذه الدول من ذهب ونفط ومواقع استراتيجية.
وفي ظل هذه الفوضى هنالك أطراف تعمل على استغلال أطماع الغرب من أجل تحقيق مصالحها الشخصية، وتلقي دعم دولي للوصول إلى كرسي الحكم.
ومن بين الشخصيات التي تعمل على تحقيق مصالحها الشخصية على حساب دول أخرى، وفق عديد التقارير، نجد قائد ما يُعرف بالجيش الوطني الليبي، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يسعى للتقارب مع الجماعات المسلحة في تشاد للانقلاب على الحكومة الانتقالية التشادية، من أجل تحقيق مساعي الغرب، ونيل الدعم اللازم من قبلهم للوصول إلى كرسي الحكم في ليبيا.
حيث أنه وبحسب بعض التقارير، انعقد لقاء بين قائد الجيش الوطني الليبي وقادة الحركات المسلحة في تشاد بوساطة خارجية، من أجل بحث سبل التعاون ما بين الجيش الوطني الليبي والحركات المسلحة وتقديم الدعم العسكري من أجل إنجاح عملية الانقلاب التشادية على الحكومة المؤقتة في إنجامينا.
هذا وقد أكدت تقارير مختلفة أن خليفة حفتر سيُرسل عددا من المرتزقة التشاديين التابعين له للقتال إلى جانب قوات جبهة التغيير والوفاق في تشاد، وفي المقابل ستقوم الدول الداعمة لهذا الانقلاب بتقديم الدعم المادي والعسكري لخليفة حفتر للهجوم على العاصمة الليبية طرابلس وتولي حكم البلاد.
يُذكر أنه في شهر أبريل العام الماضي توفي الرئيس التشادي إدريس ديبي متأثراً بجروحه أثناء تواجده في الصفوف الأمامية الهجومية، لجبهة القتال ضد المتمردين من “جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد”.
وبعد إعلان الجيش التشادي الحداد في البلاد، خرج بيان يعلن تشكيل مجلس عسكري انتقالي، بقيادة نجل الرئيس الراحل، محمد، ليقوم بإدارة شؤون البلاد. كذلك أعلن المجلس العسكري، وقف العمل بالدستور وحلّ الحكومة والبرلمان، إلى جانب إغلاق الحدود البرية بعد مقتل الرئيس، والاستعداد لإجراء انتخابات رئاسية خلال 18 شهراً.
وبحسب المحللين والمراقبين للمشهد السياسي الليبي، فإن هذه المحاولة من خليفة حفتر جاءت بعد أن فقد قوته العسكرية في شرق ليبيا، بسبب انقلاب العديد من أتباعه عليه بعدما انكشف للجميع أن حفتر وأبناءه هم سبب تأخير رواتبهم، وأنهم يقومون بتحويل الأموال المخصصة لمنتسبي الجيش إلى حسابات خارج ليبيا.
ناهيك عن فشله في الوصول إلى رئاسة البلاد عبر الانتخابات الرئاسية التي كان من المزمع أن تنعقد في 24 ديسمبر الماضي ولكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي