فيديو منسوب إلى زكية الدريوش، كاتبة الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلفة بالصيد البحري، كشف ما لا يُكشف، بل إنه قال بصوت عال إن المصلحة والدعم تُوزن بميزان اللون الحزبي..
السيدة الكاتبة، بكل هدوء و”نية صافية”، تتحدث عن زميل لها في حزب الأحرار، استفاد من دعم بقيمة مليار و100 مليون سنتيم.
هكذا، بلا مقدمات، لكن السؤال الذي يقفز دون استئذان:
بأي معيار حصل زميلها “اللي فيه الثقة” على هذا الدعم؟ هل قدّم دراسة جدوى؟ هل نافس في طلب عروض؟ أم أن كل ما احتاجه هو بطاقة حزبية وشبكة علاقات تجعل من “المفرخة” مشروعا وطنيا استراتيجيا!؟
والمضحك المبكي أن الكاتبة بدت وكأنها ترسل رسائل مشفَّرة لرفاقها في الحزب،
“را كاين ما يدار.. والدعم موجود لمن يحمل لوننا ويقاسمنا الانتماء، خاص غير لي يطلبو”!، ويا لها من صراحة، تُغني عن كل التقارير..
القطاع الذي يُفترض أن يحمي الثروة السمكية وغذاء المغاربة، تحوّل في بعض أركانه إلى مزرعة سياسية لتسمين المقربين..
وهنا، علينا أن نسأل أنفسنا، هل نحن فعلا أمام حكومة، أم أمام تعاونية موسّعة لتوزيع الدعم حسب المزاج والانتماء؟
زكية الدريوش قالت أكثر مما ينبغي، وربما ببراءة أو بسذاجة سياسية. لكنها، دون أن تدري، شرَّحت جزءا من أعطابنا الكبرى..
متى كان المال العام يُدار وفق منطق الكفاءة؟ ومتى كانت مؤسساتنا تقاوم الإغراءات الحزبية بدل أن تغرق فيها؟ ومتى كانت “الشفافية” أكثر من شعار على لافتة وزارية؟
لسنا بحاجة لمفرخة حوت…
بل نحتاج إلى مفرخة سياسية تفرز نخبا لا تعتبر المال العام غنيمة، ولا الدعم الحزبي صدقة، ولا المناصب مزرعة خاصة..
نخب بحس سياسي عال يساهم في البناء لا في الهدم، في مد جسور الثقة لا الشك..
تعليقات ( 0 )