رأس الركراكي..كل هذا الاصطفاف الجاحد!!

رأس وليد الركراكي ..كل هذا الاصطفاف الجاحد ؟
إن من يلاحق رأس وليد الركراكي،طبعا يمارس حقوقه وحريته الطبيعية في إبداء رأيه بخصوص معارضة فكرة استمراره على العارضة التقنية للمنتخب دون أن يفرضه حتما.
وترتكز مبرراته وتوجساته المعلنة -على الأقل كما يبدو – على محدودية اختيارات الركراكي التقنية والتكتيكية وضيق أفق استراتيجياته المتعلقة بأنظمة اللعب وأساليبه.
عموما، يحتاج هذا الرأي إلى كثير من التدقيق والبيان والحجاج والمعرفة والمسافة بين الذات الناقدة والتقييم الموضوعي لمسار وليد التدريبي مساعدا، وعلى رأس أندية حقق معها ألقابا، وصولا إلى إشرافه على المنتخب الوطني ضمن منظور استراتيجي في 34 لقاء،واجه خلالها منتخبات تحتكر المراتب الأولى في التصنيف العالمي كرويا وقيمة تسويقية وتفوق عليها في سياق كان مفعما بالتفاف حول المنتخب وأفكار قائده وقناعاته.
هذا التحول المجحف، من الإيمان بوليد الركراكي إلى الشك في قدراته وكفاءاته، يغيب حصيلة المنتخب، نتائجه وإنجازاته الإعجازية التاريخية، معطياته الكمية وأرقامه القياسية، وتصنيفه العالمي المستقر على زمن وليد، بديلا لوحيد “القرن والرؤية والنرجسية”، ومؤازرا برؤية استراتيجية ودعم استثنائي لأعلى مستويات القرار الرياضي بالبلد .
إن الاصطفاف ضد وليد أو تمثله إلى حد المطالبة برأسه، يصنفه قطاع واسع من المغاربة بكل هدوء وحكمة، انتقاصا من القيمة المضافة والنوعية والاستثنائية التي منحها وليد للمنتخب الوطني ولتاريخ الكرة المغربية ولمكانتها الجديدة في محيطها الإقليمي والقاري وفي مشهد الكرة العالمية. خاصة وأن توجه التشكيك يستند على قراءة تجزيئية لكبوة المنتخب في محطة الكوت ديفوار، ويغيب كرونولوجيا إخفاقات إفريقية امتدت نصف قرن في تجارب عديدة الرؤى والمدارس أشرف عليها عشرات من المدربين الأجانب والمغاربة بعضهم من طراز رفيع ولم يحدث الانفلات رغم توفر المغرب على أجيال من ذهب بشكل متواتر ومتقطع إلا مع جيل 2004 الذي قاده المدرب بادو الزاكي ويقتسم كثيرا من الملامح والسمات والعلامات المتشابهة مع الجيل الحالي.
وفي إطار ممارسة مكفولة لحرية الرأي والاختلاف والنقد والتنبيه، وضمن خلفية ثانية مشككة أيضا في كفاءة الركراكي ، يستبق رواد هذا التوجه ومن يحوم في توقعاتهم المستقبلية، نكسة محتملة للمنتخب مع وليد في كأس إفريقيا التي ستنظم بالمغرب ما بين دجنبر 2025 ويناير 2026.
وعليه، فإن ملاحقتهم رأس وليد المعلنة، ومحاولة توسيع نطاق هذا الموقف في شبكات ونسيج التواصل الاجتماعي، وعبره تحذير المؤسسات الاستراتيجية المسؤولة عن الكرة المغربية، ينبني على ثلاثة مسوغات تكمن في:
أولا: قراءة ماضوية تجزيئية لكبوة الكوت ديفوار وهو سياق انتهى درسا للتعلم بالنسبة لوليد وللاعبين الذين خبروا عبر هده المشاركة.
ثانيا: قراءة انتقائية للصورة التي ظهر بها المنتخب في مباريات دون أخرى ما بعد محطة الكوت ديفوار وهي ملامح تقنية تتداخل فيها كثير من العوامل منها على سبيل الحصر ما يرتبط بأهداف هذه اللقاءات ومواعيدها المقحمة في أجندة الفيفا، وما يخص درجة جاهزية وحافزية اللاعبين أنفسهم، ومنها ما يترجم ما تمثله مواجهة منتخب المغرب الرابع عالميا بالنسبة للخصوم، ومنها ما هو من صميم اختيارات المدرب التقنية والتكتيكية، ويدخل ضمن مهامات التصحيح والتكرار، وإيجاد الحلول وإرساء الأوتوماتيزمات، وترسيخ مزيد من الانسجام والتكامل في معسكرات ذات مدة أطول مما تتيحه مواعيد الفيفا،وهي مهامات لا تخفى على وليد مادام المحللون والنقاد وحتى عامة الجمهور ينبهون إليها …
وأخيرا، فإن المسوغ الثالث يرتكز على توجسات ومخاوف تتعلق بإمكانية وقوع نكسة في كأس إفريقيا المنظم بالمغرب 2025 تعصف بأحلام المغاربة في تحقيق لقب البطولة التي تدور وقائعها ببلدهم، وفي هذا الإطار يتعلق الأمر بنبواءات تخص سياقا مستقبليا في غياب معطياته الكاملة.
عموما لا يمكن التضييق عن النقاش، ولا الإجهاز عن الرأي في مجال عمومي، وفي حقل يتسم بكثير من النسبية ، ولكن يبقى وليد الركراكي رقما قياسيا في تاريخ الكرة المغربية متمسكا بفكره الكروي/ الوثن متطلعا إلى تحقيق حلم الوطن.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي