أشعل عامل إقليم سطات جدلا كبيرا بعد جلسة التقريع التي خضع لها المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، على خلفية مشاريع متعثرة تتعلق بملاعب بالقرب، فيما بدا المسؤول التربوي في وضع لا يحسد عليه وهو يواجه عبارات من قبيل “الزمر” و”اخرج عليا” في مشهد ربما غير مألوف، إلا خلف الأبواب المغلقة للاجتماعات.
وإذا كانت عدد من الأصوات قد ذهبت إلى الحديث عن عدم قانونية تدخل عامل إقليم سطات، باعتبار أن المسؤول التربوي معين بقرار من الوزير الذي يعتبر رئيسه المباشر، ولا سلطة لممثل وزارة الداخلية على المحاسبة إلا من باب تنسيق عمل المصالح الخارجية على المستوى الإقليمي، ولا تعطي للعامل بأي حال من الأحوال سلطة الوزير، فإن الواقعة تطرح سؤال مهام المسؤولين التابعين لوزارة التربية الوطنية.
إن الذي وقع أمام ذهول الحاضرين يفضح في واقع الأمر الفوضى التي تطبع تدبير قطاع التعليم في البلاد.. فبدل أن يركز المسؤولون التربويون على ما هو تعليمي وتربوي، فإن الوزارة تصر على تحويلهم إلى “طاشرونات” مكلفين بالبناء والهدم، ومطاردة الشركات لتفادي التلاعب بالسيمة والياجور.
ولأن صفة “الطاشرون التربوي” التي ألصقت بالمدير الإقليمي لوزارة “مول المصاصة”، جعلته يواجه غضبة السيد العامل، فقد كان حريا بالوزارة الوصية أن تبعد الرجل عن مهام التربية والتعليم، وأن تمنحه فقط خوذة المنعشين العقاريين ليتجول بين الأوراش، ويحمي رأسه من ضربة قد تأتي بدون مقدمات.
لقد وجد عدد من مسؤولي وزارة التربية الوطنية أنفسهم في ورطة حقيقية، وهم يرثون كوابيس التدبير السابق لقطاع الرياضة، كما وقع مع ملاعب القرب التي أشعلت غضب عامل سطات.. فالرجل الذي يبدو أنه يفهم في كل شيء، وهو في منصب يفترض هذا التنوع والتعدد في التخصصات، لم يستوعب بأن وزارة التربية الوطنية “ماقدها فيل وزادوها فيلة”.. فبدل أن تنكب على تنفيذ مهامها الكبيرة المتعلقة بتعليم أبناء المغاربة، أضيفت إليها مهام جديدة من قطاع الرياضة، حتى أصبح مسؤولوها غير قادرين على إنجاح اي مهمة يكلفون بها.. فلا هم نجحوا في تعليم التلاميذ، ولا هم نجحوا في تشييد ملاعب القرب التي يطالب بها السيد العامل.
“عامل الداخلية” و”طاشرون” التربية الوطنية

تعليقات ( 0 )