هل هي مقدمات لحرب تبحث عن إشعالها الجزائر؟

صواريخ ومقاتلات جزائرية متطورة على الحدود والمغرب ينشر لأول مرة عناصر الدرك الحربي

 
 لا يبدو أن الأوضاع مرشحة للتهدئة قريبا بين الجزائر والمغرب. ففي وقت تطوي السنة 2021 آخر ساعاتها ويستعد العالم لاستقبال عام جديد، لا تحمل الأخبار المتواترة الواردة من الحدود الطويلة بين المغرب والجزائر، أية مؤشرات على مطَمئِنة. ومن آخر ما رشح من أخبار حول هذا الموضوع، تحسب المغرب بجدية للتهديد بالحرب، الذي أطلقته الرئاسة الجزائرية مطلع الشهر الماضي، للرد على مقتل سائقي الشاحنتين الجزائريين.
درك حربي على الحدود
كشف موقع “عربي بوست” (الممول من قطر) منذ أيام، أن المغرب شرع في نشر وحدات من الدرك الحربي على طول الحدود الشرقية مع الجزائر. انطلاقاً من شمال المحبس جنوبا وحتى البحر الأبيض المتوسط في أقصى الشمال. ونسب الموقع إلى مصادره الخاصة، قولها إن الخطوة المغربية جاءت “بعد صدور بلاغ الرئاسة الجزائرية الذي هددت من خلاله بالرد على حادث مقتل ثلاثة مواطنيها داخل الصحراء المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو الانفصالية”. وأضاف “عربي بوست”
بأن “الرباط ستقوم لأول مرة في تاريخ علاقاتها مع الجزائر، بنشر هذا النوع من القوات المسلحة، لا في منطقة الصحراء المتنازع عليها، بل على الحدود المغربية الجزائرية”. موضحا بأن “المغرب دأب على نشر وحدات من الدرك الحربي على حدود إقليم الصحراء، كلما كانت هناك توترات في المنطقة. لكن لم يسبق أن نشرتها على حدود الجزائر”.
وما يضاعف من مشاعر القلق تأكيد الموقع أن “قرار نشر وحدات الدرك الحربي على الحدود مع الجزائر لم يكن مجرد رد فعل على تصريحات المسؤولين الجزائريين، بل تفاعلا مع تحركات تم رصدها على الأرض، من بينها نشر صواريخ جزائرية على حدودها مع المغرب”.
كشف المصدر نفسه أن ظهور الدرك الحربي المغربي، يعد بمثابة الخطوة الأولى لنشر وحدات الجيش. إذ يُعد الدرك الحربي بمثابة طلائع متقدمة للجيش، وأن الرباط أصبحت أكثر توقعا واستعدادا للتصدي لأي هجوم جزائري. ويعد الدرك الحربي بمثابة جهاز أمني واستخباراتي، مهمته مراقبة الجيش والإشراف على تحركاته.
وهذه هي المرة الأولى ‒منذ تأسيس الدرك الحربي في 1973‒ التي سيتم فيها نشر هذا النوع من القوات، على الحدود المغربية الجزائرية. وهي عناصر جيدة التدريب والتسليح وكان وجودها بالأساس منحصرا في الصحراء المغربية، حيث اكتسبت خبرة كبيرة. كما سبق أن شاركوا في مناورات عسكرية داخل المغرب وخارجه.
صواريخ ومقاتلات جزائرية
وكانت صحيفة “لارازون” المعروفة بقربها من الاستخبارات الإسبانية، قد نشرت الشهر الماضي، بأن الجيش الجزائري قام بنشر مجموعة من منصات الصواريخ قرب الحدود مع المغرب. ونشرت الصحيفة صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية، تظهر نشر الجزائر لـ 7 منصات متنقلة لإطلاق الصواريخ، لم يتم تحديد مداها. وعلقت على ذلك بالقول إن “حادث استهداف الشاحنتين ومقتل 3 سائقين جزائريين (مطلع الشهر الماضي)، قد تسبب في نشر أقصى درجات التوتر بين البلدين. وتساءلت عما إذا كانت الحرب على وشك أن تندلع على “أبواب إسبانيا”.
بينما كشفت تقارير أخرى قبل أسابيع قيام الجزائر بإعادة تأهيل مطار تندوف، لتحويله إلى قاعدة عسكرية تنقل إليها طائراتها الحربية المتطورة “ميغ-29 إس إم تي” و”سوخوي 30″ الروسية لصنع. مع تكثيف حضور ضباط عسكريين كبارا بشكل دائم في المطار الذي تحول إلى قاعدة عسكرية كاملة ومغلقة.
وذكرت مصادر متفرقة بهذا الصدد، أن عشرات المهندسين العسكريين التابعين للجيش الجزائري، يعملون على مدار الساعة لجعل مطار تندوف قاعدة عسكرية جوية رئيسة بحكم موقعها الاستراتيجي، القريب من الحدود المغربية (وخصوصا من الصحراء المغربية)، خصوصا في ظل التطورات الأخيرة لأزمة الجزائر مع المغرب.
وشُرع في أشغال تأهيل المطار ومُدرجَيْه، وكذا تقوية أجهزة الرادار والاتصالات السلكية واللاسلكية المتواجدة في القاعدة، لجعلها أكثر ملاءمة مع الوضع الجديد للقاعدة العسكرية لتندوف. وكشفت مصادر أن صورا التقطت بواسطة برنامج Google Earth، قد كشفت تواجد العديد من المروحيات المقاتلة بمدرج المطار، الذي تم تقوية أرضيته وإعطاؤه الطول المناسب، حتى يلائم الطائرات العسكرية التي سترابط في القاعدة، كما تم بناء العديد من الثكنات والمخازن، وتشديد المراقبة على المطار الذي تحول إلى قاعدة عسكرية محظورة تماما على المدنيين.
كما كشفت صور أخرى وجود طائرات حربية رابضة على مطار بشار (800 كلم إلى الشمال من تندوف) والقريب هو الآخر من الحدود المغربية. وليس يعني هذا التطور البالغ الخطورة سوى أمر واحد، هو أن الجارة الشرقية بصدد الإعداد لخوض مغامرة جديدة. وربما تستعد لحرب محتملة مباشرة مع المغرب في صحرائه، تعتبرها الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر، كـ “حل” أخير أمام عجز جبهة البوليساريو عن تحقيق أي اختراق يذكر للجدار الدفاعي المغربي، بعد مرور أكثر من عام على عودتها إلى “حمل السلاح”.
سيناريو الحرب البرية
برأي الخبراء، إذا ما اندلعت الحرب بين المغرب والجزائر ‒لا قدر الله‒ فإنها ستكون بالأساس برية. وذلك بالنظر إلى طول الحدود البرية المفتوحة بين البلدين، من أقصى جنوب شرق الصحراء المغربي جنوبا وحتى البحر الأبيض المتوسط في أقصى الشمال، أي بما يزيد على 1600 كيلومتر! فما هو توزيع قوام القوة البرية لدى البلدين؟
 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي