جريدة إسبانية: المغرب يواصل تعزيز قوته الإقليمية

اعتبرت جريدة “اطالايار” الاسبانية في مقال لها أن الاستقرار السياسي والتحركات الدبلوماسية والاقتصادية للمملكة المغربية في السنوات العشر الاخيرة ابرز العوامل التي جعلت منها احدى القوى الرئيسية في المغرب العربي، واكثر الاقتصادات الواعدة في القارة الافريقية بدليل وموقع المغرب في المرتبة 53 في مؤشر ممارسة الأعمال بحيث تقدم بأكثر من 60 مركز في عقد من الزمن.
وتقول الجريدة انه منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش عام 1999 شهد المغرب تحولا عميقا حرك ديناميكية هائلة في المسائل المالية والاجتماعية والدبلوماسية سمحت له بفرض نفسه كقوة اقتصادية خامسة في أفريقيا والثالثة في المنطقة الشمالية من القارة، وواحدا من اكثر البلدان الاسلامية مراعاة للحريات المدنية.
ومن بين العوامل الاخرى التي اسست لهذا النضج والتقدم الايجابي اشارت “اطالايار ” لموقع المملكة الجغرافي الذي وصفته بالاستراتيجي والمفتوح في وجه التجارة الدولية.
وبالتالي، تضيف الجريدة ” خلق هذا الاستقرار السياسي والاجتماعي الفريد في المنطقة بيئة مناسبة لاستقبال الأموال الأجنبية، فالمغرب اليوم هو أول مستلم للاستثمار الأجنبي المباشر في المغرب العربي، ولم تؤدي عودته إلى الاتحاد الأفريقي عام 2017 إلا إلى تعزيز هذه القيادة الاقتصادية. وعلاوة على ذلك فإن توسيع السياسة الاستثمارية المغربية تجاه القارة الأفريقية دون نوايا “استعمارية”، قد أعطى نتائج ممتازة”.
ويراهن المغرب على قطاعات معينة مثل قطاع الطيران والزراعة او السيارات واصبح بالفعل اول مصدر للسيارات في القارة الافريقية متفوقا على جنوب إفريقيا، وسمح اطلاق افضل حملة زراعية في تاريخ المملكة حسب وصف الصحيفة بزيادة كبيرة في حجم الصادرات الفلاحية المغربية.
ووفقا لتحليل ” اطالايار” من الطبيعي جدا ان ترافق المشاكل والتحديات التنمية الاقتصادية للمملكة المغربية، وتمثل عمالة الشباب واختلالات الحسابات العامة تحد رئيسي قد يشكل عقبة امام التطور الاقتصادي للبلاد في السنوات المقبلة.
“وبينما يواصل المغرب العمل على تعزيز مكانته في المغرب العربي، اتخذت بعض الدول الأوروبية موقفا بعيدا ومشبوها إلى حد ما تجاه خطط التنمية المالية للبلد الشمال أفريقي، وعلى الرغم من حقيقة ان العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين المغرب وإسبانيا كانت تاريخيا متميزة واثمرت صادرات تزيد قيمتها عن 7.4 مليار يورو، إلا ان إحجام الحكومة الإسبانية عن الاعتراف بمغربية الصحراء يمكن أن يوسع الفجوة بين البلدين”. تقول ” اطالايار”.
وتابعت “كانت المسألة الصحراوية أيضا أحد الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات بين الجزائر والمملكة العلوية. ومع ذلك فإن موقف المغرب من هذا الوضع بعيد عن التهديدات التجارية، لكنه كان عاملا اساسيا دفع المملكة المغربية إلى عقد تحالفات جديدة مع البلدان التي تدعم سيادتها على الأراضي الصحراوية. ورفع استثماراتها العسكرية التي من المتوقع ان تصل إلى 5 مليارات يورو عام 2022 في خضم تصاعد التوتر مع الجزائر”.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي