مراهق يداهمه النوم أثناء السطو على بنك بتطوان

فسحة الصيف

معظم حالات السطو على الأبناك التي عرفتها عدد من المدن المغربية انتهت في الغالب باعتقال المنفذين الذين تمتع بعضهم بسجل حافل في مجال الإجرام، وخبرة في التنفيذ، لكن بعض المغامرين ممن يفتقدون للحنكة تجرؤا، وتطاولوا على هذا النوع من الجريمة ليجدوا أنفسهم ضمن خانة الأغبياء مثل ما حدث بمدينة تطوان التي عرفت واحدة من أطرف سرقات بنوك في العالم.

منفذ السرقة مراهق لم يتجاوز 15 سنة، عاش فترة قصيرة باسبانيا التي شكلت محطته الأولى في طريق الجريمة بعد أن قام بعملية سطو ناجحة على دار للعجزة بالعاصمة مدريد، وكانت الغنيمة تناهز 2000 يوروا أنفقها بطيش لينفذ بعد ذلك سرقات صغيرة ومتفرقة جعلته محط شكوك من طرف الأمن الاسباني  قبل أن “يحرك” نحو المغرب من جديد تفاديا لاعتقاله  .

و لأنه أدمن السرقة وأحس بحلاوة الحصول على المال دون عناء، جلس وفكر  في عملية جديدة مستعينا بما في ذاكرته من سيناريوهات السطو التي تعرض في الأفلام السينمائية، قبل أن يحدد ساعة الصفر لتنفيذ عمليته بعد أن ترصد بالمكان لأيام متتالية، وقام بدراسة تحركات العاملين بالمؤسسة البنكية وساعة مغادرتهم.

السارق تمكن بالفعل من ولوج مقر البنك مع اقتراب ساعة إغلاقه واختبئ بالمرحاض لفترة طويلة دون إصدار أي صوت ، إلى أن تأكد بأن الجميع غادر، ليخرج من جحره بحرص، وكانت خطوته الأولى هي تعطيل جهاز الإنذار قبل أن يشرع في التسكع في جنبات المؤسسة البنكية بحثا عن الأوراق الزرقاء و”القرفية”، لكن الحظ لم يبتسم له بعد أن وجد في انتظاره كيسا ثقيلا مملوئا بالقطع النقدية من فئة درهم واحد، حمله واستراح قليلا قبل أن يحاول التنقيب من جديد عن أوراق يسهل دسها عوض الدراهم التي سيجد صعوبة في حملها وصرفها، لكن مجهوده في البحث ضل دون جدوى، بعد أن عمد مستخدمو البنك إلى إيداع الأموال من العملة المغربية والعملة الصعبة في خزنة حديدية مغلقة بإحكام ومزودة بقن سري، وبعد أن استبد به العياء وقعت عيناه على أريكة مريحة أغوته بالاسترخاء فوقها دون أن يدرك أن النوم سيغالبه وبقربه “خنشة” الداهم التي تضم مبلغا يناهز-7000درهم.

مرت ساعة تلو أخرى ،والسارق الغبي غارق في العسل والأحلام يتقلب بين الفينة والأخرى، ويهمهم وكأنه يلعن حضه العاثر الذي حرمه من رزم المال، في الوقت الذي كان فيه الشارع الذي يضم المؤسسة البنكية يعرف حركة سير تصاعدت بوثيرة متسارعة بعد أن أشرقت الشمس، وشرعت عدد من المحلات التجارية في فتح أبوابها لكن كمية النعاس التي سيطرت على  السارق جعلته يفقد الإحساس بالمكان والزمان.

وفي حدود الساعة الثامنة صباحا ،وبعد أن وصل مستخدموا البنك للشروع في يوم جديد من العمل، قام احدهم بفتح الباب والدخول، ما اصدر ضجيجا كان كافيا لإيقاظ السارق من بياته وسط ارتباك كبير، جعله يقوم بنقل نظراته بين مستخدمي البنك و كيس الدراهم، لكن الأوان كان قاد فات على أية محاولة للهرب بعد أن تمكن موظفو البنك من شل حركته، واستدعاء عناصر الأمن الذين تسلموا و في وقت مبكر هدية قيمة عبارة عن سارق لازال يقاوم أثار النعاس، و غنيمة مركونة  إلى جانبه، دون أن يتكبدوا عناء التحقيق ورفع البصمات، ليتم اقتياد اللص النائم إلى مقر الشرطة حيث اعترف بتفاصيل جريمته التي تحولت إلى قصة مضحكة تناقلها أفراد الأمن فيما بينهم .

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي