استنفار عالمي وقلق كبير من المتحور الجديد أوميكرون

عند بداية التعرف عليه واكتشافه في جنوب افريقيا نهاية الأسبوع المنصرم أعطته منظمة الصحة العالمية اسم  B.1.1.529 ثم أطلقت عليه اسم اوميكرون وصنفته ضمن المتحورات المقلقة رغم أنها سبق وأطلقت نفس الوصف على متحور دلتا، إلا أن الاستنفار العالمي امام هذا المتحور الجديد هو ما خلق الاختلاف في حين لا تملك الأوساط العلمية معلومات كافية بخصوصه.
ما نعرف عنه حتى الآن أنه سريع الانتشار وقادر على الهروب من الجهاز المناعي للإنسان، بينما يعكف العلماء على معرفة ما إذا كانت اللقاحات المتوفرة حاليا قادرة على مواجهة هذا المتحور.
من المتوقع الإعلان عن نتائج أبحاث المختبرات العلمية المصنعة لها خلال أسبوعين على أبعد تقدير لتوفير معلومات حول ما إذا كان تعديل اللقاح ضروريا إذا انتشر هذا المتحور الجديد دوليا، في حين أشارت بيانات أولية صادرة عن خبراء منظمة الصحة العالمية أن هذا المتحور يمثل خطرا متزايدا للإصابة مجددا، مقارنة بالمتحورات الأخرى، بما في ذلك متحور دلتا.
وتسبب المخاوف المتعلقة بهذا المتحور في انخفاض أسعار النفط وتراجع حاد في سوق الأسهم العالمية بينما شهدت التجارة النفطية أقوى انخفاض لها منذ 18 شهرا، وانتكاسة جديدة تنتظر قطاع الملاحة الجوية بعد إعلان عدة دول عبر العالم إغلاق مجالها الجوي جزئيا أمام الرحلات القادمة من جنوب افريقيا أو كليا، كما فعلت إسرائيل التي حظرت منذ امس الاحد دخول الأجانب من جميع دول العالم.
وأعلنت اليابان اليوم اغلاق حدودها امام جميع الزوار الأجانب على أن يدخل القرار حيز التنفيذ يوم غد.
وعلقت المملكة العربية السعودية الرحلات الجوية من والى 14 دولة جنوب إفريقية، ومنعت الفلبين مند أمس الاحد وحتى 15 ديسمبر دخول المسافرين من 7 دول أوروبية، وقبلها علقت مانيلا، البحرين، الكويت، نيوزيلاندا، اندونيسيا، سلطنة عمان، الامارات، مصر، جزر المالديف، فرنسا، إيطاليا، سويسرا، لاتفيا، كندا، قطر، باكستان، بريطانيا، البرازيل، السودان، وانغولا مجالها الجوي امام الرحلات القادمة من دول جنوب افريقيا.
اما المغرب فاختار إغلاق مجاله الجوي بالكامل انطلاقا من مساء اليوم لمدة أسبوعين قابلة للتجديد بالاعتماد على التقييم المستمر لانتشار المتحور الجديد ومدى خطورته وجاء هذا القرار للحفاظ على المكتسبات التي حققتها المملكة في مواجهة الجائحة حتى الآن.
وسجلت أول إصابة بالمتحور الجديد في أوروبا ببلجكا يوم الجمعة الماضي، وبعدها أكدت بريطانيا تسجيل أول حالتين على ارضها يوم السبت، بينما أعلنت المانيا وإيطاليا وهولندا ان المتحور الجديد قد دخل حدودها كما أعلنت وزارة الصحة التشيكية الاشتباه في أول إصابة بالمتحور الجديد لشخص قضى بعض الوقت في ناميبيا،
وفي القارة الاسياوية تم تأكيد حالتين في هونغ كونغ.
وإزاء هذه التطورات، اشتكت سلطات جنوب أفريقيا، التي أصبح مواطنوها فجأة أشخاصا غير مرغوب بهم بجميع أنحاء العالم بعد رصد المتحور الجديد، من أنها “تُعاقب” وتعامل بشكل غير عادل بسبب إبلاغها عن اكتشاف أوميكرون. ونعتت قرارات إغلاق المجالات الجوية المتوالية بالمتسرعة.
لكن هل يوجد حل آخر غير إغلاق دول العالم على نفسها؟
تم توزيع ما يقارب 8 مليار جرعة لقاح على المستوى العالمي، استلمت منها افريقيا 500 مليون جرعة بدل 2 مليار جرعة تم تحديدهما في خطة التوزيع العالمية، وهناك حديث عن انعدام العدل في توزيع اللقاحات وعن تأخر حملات التلقيح في البلدان النامية، وارتفعت مطالب بالتنازل عن براءة اختراع اللقاحات لضمان تلقيح ساكنة العالم لتفادي خطر متحورات قد تنتج في المستقبل، حيث لا تزال نسب التلقيح في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل لا تتعدى ستة في المئة من عدد السكان وهو ما يساهم بشكل أساسي في استمرار تحور فيروس كورونا التي تثير الذعر الان عبر العالم، مما يؤكد أن القضاء على الجائحة لن يتم إلا بتلقيح كامل سكان العالم.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي