في المجتمعات المتحضرة، والديمقراطية، للصحافة دور حيوي واستراتيجي، ولكي تعرف البلد اقرأ صحافته، لأنها انعكاس لما يجري، ولما يعتمل، وللأولويات، ولبروفايل المواطن الذي يريده صانع القرار، هل يريده واعيا بما يجري حوله، يحلل ويناقش ويستفسر، ويطرح الأسئلة، ويميز بين الغث والسمين، بين المسؤولية والواجب، أم يريده مواطنا معلبا، مغلف بالتفاهة، ومسكون بالخوف، وفي أحسن الأحوال بما يجعله بعيدا عن صداع الرأس..
الجسم الصحفي في المغرب، أصبح اليوم مليئا بالأورام، والأمراض، والخلايا السرطانية..
الأولويات صارت تحدد في جنح الظلام بعيدا عن قاعات التحرير، والصحفيون المهنيون صاروا غرباء في مهنتهم، بينما المدعون، يملؤون الـدنيا ضجيجا.
آلة التفاهة والتدمير والقتل الرمزي ظلت تدور بلا رحمة، وبسرعة قياسية، تحركها دوائر عديدة حتى اتسعت مساحتها بشكل لا يصدق، وتحولت إلى تسونامي لا يبقي ولايذر.
ومازاد طين الصحافة بلة، هو تولي عزيز أخنوش، رئاسة الحكومة، فالملياردير الذي جفف الحرث والزرع، واكتوى المواطنون في عهده بنار الغلاء لا يرى في الصحافة إلا بروباغندا، تهلل وتطبل، وتنفخ في الأرقام، تفترس خصومه بلا هوادة ولا أخلاق، وعندما يتعلق الأمر به عليها أن تتحول إلى حصن واق، بل إننا في عهده يمكن أن نضيف لخانة المهن الجديدة مهنة “ذبابة إلكترونية”..
وهكذا صرنا أمام عملية اختطاف، مكتملة الأركان، لقطاع الصحافة..
والخلاصة أنه كلما تقلصت مساحة الصحافة التي تعمل بمسؤولية على رفع مستوى الوعي بين الناس في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها، فإننا نصبح أمام مؤشرات مقلقة، بخصوص الحاضر والمستقبل..
وقانا الله وإياكم شر القلق..
متى يأتي اليون الذي تصبح فيه الصحافة هي الأخرى مجالا لنقد مهنييها والجهر بما بالختلالات الأخلاقية للمهنة، انذال يمكن ان تصب وتتوج بشرف السلطة الرابعة اما الان فالواقع يتبث ان الصحافة ما تزال تتارج بين دائرة بين اليمين واليسار بالمعنى السياسي وهي اما إلى جانب هذا او ذاك ولم تبني استقلاليتها لتكون بالفعل سلطة مستقلة وليست تابعة لقطة معين.
للإشارة فالري بطبيعة الحال لا يضع كل البيض في سلطة واحدة ولحسن الحظ عرف المغرب صحفا وصحفيين كان لهم حضوة في الجهر بالحق وبمهنية عالية.