حكومة شاهد ما شافش حاجة!!

وهو يلتقي بشبيبة حزبه، لم يجد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أي حرج في أن يزعم “أننا حققنا ثورة غير مسبوقة وجعلنا المغرب الدولة الاجتماعية رقم واحد في إفريقيا”!!
قالها أخنوش على أنغام موسيقى بذيئة، بذاءة التواصل الحكومي، الذي لا يعير اهتماما ولا انتباها لمشاعر وهموم وقضايا الناس، وفئات واسعة من شباب هذا البلد..
وعندما اندلعت أحداث الفنيدق، لاذ الرجل بالصمت، لأنه ليس من طينة السياسيين الذين يواجهون، ويشرحون ويزرعون الأمل في النفوس، ويملؤون الفراغ، ويجيبون عن أسئلة اللحظة، وأسئلة القلق..
إنه من طينة أخرى، طينة من يراكم الأرباح، ويجمع في يد واحدة بين سلطة الحكومة وسلطة المال، و”اللي دوا يرعف”..
العلاقة بين أخنوش والتواصل أشبه بخطين متوازيين، اللهم ما كان من بروباغندا ونفخ في قرب مثقوبة، يحرص عليه رفقة فريق البروباغاندا الخاص به، ومن والاهم..
ولأن أخنوش مازال يعيش على وقع “مهبولة”، فقد كان علينا أن ننتظر ما ستقوله الحكومة على لسان ناطقها الرسمي مصطفى بايتاس، مع علمنا المسبق أن منصب الناطق الرسمي تحول مع حكومة أخنوش إلى صامت رسمي، وحتى إذا نطق فإن صمته أرحم من كلماته وخطاباته المتصنعة والجوفاء..
فماذا قال صوت الحكومة في أحداث الفنيدق في اللقاء الصحفي الذي يعقب بشكل بروتوكولي اجتماع المجلس الحكومي؟
لقد أبدت الحكومة أسفها لما وقع، ثم بدأ ناطقها بايتاس في إعادة مضغ ما توفر من معلومات سبق أن نشرتها الصحافة بخصوص فتح بحث قضائي، يتعلق بصورة الفنيدق الصادمة، وأعداد الموقوفين.
لم يضف الرجل أي جديد، وهو يعيد سردية وجود جهات حرضت الشباب على الهجرة الجماعية السرية، وحتى لو كان الأمر صحيحا، فإن “حتى واحد ما كيهرب من دار العرس”..
إن المحرض الأول لهؤلاء الشباب هي السياسات الحكومية التي جعلتهم لقمة سائغة، وأغلقت أمامهم أبواب الأمل، وجففت أوكسيجين الحياة والطموح..
هذه السياسات هي التي تمنح الهدايا للخصوم، ليمارسوا دعاياتهم الرخيصة..
لقد كشفت أحداث الفنيدق، ومحطات أخرى أننا أمام حكومة تمارس الدرجة الصفر من السياسة، بدل أن تتحمل المسؤولية فإنها تبرر، وبدل أن تواجه وتخوض معارك خدمة المواطن، فإنها تختبئ..
المواطن بالنسبة لها أكذوبة، والحقوق، منة، حكومة ساهم رئيسها بمدفعية المال الثقيل، في جعل أعطاب التدبير الحكومي مجرد هامش في الصحافة والإعلام، حتى صرنا أمام كورال يردد بلا خيط ناظم “مقولة العام زين”، أو في أفضل الأحوال يتحول إلى شاهد زور..
فلمصلحة من تتسابق الحكومة لتبني ما تعتبره إنجازات حتى لو كانت كروية، حيث تتصدر المشهد، لكن عندما يتعلق الأمر باللحظات الصعبة، فإنها تختفي وتصبح “شاهد ما شافش حاجة”..

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي