في 11 غشت الجاري اختتمت أولمبياد باريس 2024، ورغم تعالي أصوات الغضب المنتقدة للحضور المغربي المخيب لم يصدر أي رد فعل من أي جهة، كما لو أن الأذان صماء، ترفع شعار لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم..
لقد حل المغرب في المركز التاسع إفريقيا، وفاز بميدالية ذهبية لسفيان البقالي وبرونزية لمنتخب كرة القدم، ولم يقدم أي مؤشرات بخصوص المستقبل، ومع ذلك فإن الصمت هو اللغة التي أدمنها الجميع..
الجهات المسؤولة وزارة وصية ولجنة وجامعات رياضية ابتلعوا ألسنتهم، والإسهال الكلامي الذي سبق انطلاقة الأولمبياد تحول إلى صمت مطبق..
عديدون طالبوا بتدخل ملكي، لأن الواقع أليم جدا، ولأن اسم المغرب لا يمكن أن يعيش الهوان الذي تعرض له في الأولمبياد..
فهل سيتحرك من بيدهم الأمر؟ وهل سيحدث التغيير في الجامعات الرياضية التي أدمنت الفشل؟ وهل سيتم طرح رؤية جديدة في المجال الرياضي، تنتصر للكفاءات والعلم والتخطيط والرؤية السديدة، أم سيكون علينا أن نبتلع مرة أخرى إخفاق باريس، نصرخ لأيام وأسابيع، قبل أن تعود الأمور إلى مجراها، وتعود الوزارة لعملها الذي لا يقدم ولا يؤخر، ويعود عدد من رؤساء الجامعات لأسفارهم ورحلاتهم الطويلة..
لقد سبق للملك محمد السادس أن قال في رسالة ملكية سابقة وهو يتحدث عن النتائج الهزيلة، والمخيبة للآمال…” وهو ما لا نرضاه لبلدنا ولا يقبله كل ذي غيرة وطنية ولا يمكن أن تحجبه، بأي حال من الأحوال، بطولة أو تألق بعض المواهب الفردية”..
والواقع، أنه ما أشبه اليوم بالبارحة، فالمشاكل ما زالت هي نفسها، بل وتفاقمت، والتبريرات هي نفسها التي تقدم، والمرتزقة والمستفيدون مازالوا يواصلون هوايتهم القديمة..
لقد قال محمد السادس أيضا “إن الإشكال الملح المطروح على المهنيين والسلطات التي تتولى تقنين وضبط القطاع الرياضي، يتمثل في التساؤل المشروع بشأن ما آلت إليه الرياضة الوطنية من تدهور وما يلزم القيام به لتجاوز حالة الجمود وغياب النتائج التي تعانيها”..
ويمكن القول اليوم، إن الرياضة في المغرب ورياضة النخبة على وجه التحديد في حاجة إلى بوصلة تحدد معالم الطريق، وترسم وتخطط.
ليست هناك حاجة إلى مناظرة يتم فيها اجترار الكلام، ولكن الحاجة ملحة إلى قرار ينظف المشهد، ويجدد الدماء، ويطرد المتنفعين، مثلما الحاجة ملحة إلى مجلس أعلى للرياضة بصلاحيات حقيقية، وبحضور تقنيين حقيقيين، مهمته الاولى تطوير رياضة النخبة، حتى يكون المغرب حاضرا بقوة في المحافل الدولية وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية، وحتى يتم ربط المسؤولية بالمحاسبة بشكل حقيقي وفعال، ولا يبقى الأمر مجرد شعار، وحتى تعود الثقة إلى الرأي العام الذي بات محبطا جراء ما يشاهده ويتابعه..
إخفاق باريس..لا أرى..لا أسمع..لا أتكلم!!

تعليقات ( 0 )