ذكرت مجلة “لوبوان” أن العلاقات بين فرنسا والمغرب، التي اتسمت بالفعل بفترات من التوتر والمصالحة، يمكن أن تشهد اضطرابات جديدة بعد الانتخابات التشريعية الفرنسية.
وأفادت المجلة الباريسية أن موجة النزعة القومية خلال الانتخابات الأوروبية لا تزال تثير ردود أفعال عديدة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. مضيفة أن آثار الزلزال السياسي الذي يهز أوروبا وفرنسا على وجه الخصوص، أصبحت محسوسة خارج حدود القارة العجوز.
جاء في تقرير إخباري تحت عنوان ” محور باريس الرباط يخضع للاختبار في الانتخابات التشريعية الفرنسية” أنه في المغرب على وجه الخصوص، لا يزال الإعلان المفاجئ للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حل الجمعية الوطنية، بعد إعلان النتائج التي أعطت اليمين المتطرف الصدارة، يثير الجدل.
وأشار إلى أن موجة صدمة التفكك تستمر في الاهتزاز حتى خارج المنطقة الأوروبية.
واستنتجت المجلة أن هذا القرار الرئاسي، الذي يحمل عواقب متعددة، بدأ بالفعل يهز الأجندة السياسية. واستدركت المجلة: “لكن الزيارة التي كان من المقرر إجراؤها في شهر يوليو الماضي إلى الرباط، والتي كان من المقرر أن يقوم بها رئيس الحكومة، غابرييل أتال، ألغيت، حسبما ذكر الموقع الإعلامي “أطلس أنفو” ويجب على المسؤول الفرنسي، الذي كان من المقرر أن يشارك في اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والتحضير لزيارة رئيس الدولة إلى المغرب، أن يقود الحملة من أجل إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.”
وأضافت المجلة أنه: “ولا بد من القول إن نقطة التحول الكبرى هذه في السياسة الفرنسية تتعلق بشكل وثيق بالمغرب، الذي يتوقع الاعتراف بوحدته الترابية.” وذكرت كلمات مارين لوبان سنة 2022، حول سياستها الخارجية: “أتمنى الحفاظ على العلاقات مع دول المغرب العربي الثلاث وإثرائها… مع المغرب”، وقالت لوبون: “المغرب عزيز علينا”.
ومع ذلك، يستدرك المقال، “لا يمكن للمغرب أن يكون انتقائيا في اختيار التوجهات الأيديولوجية لحلفائه.”، وترى الصحيفة الفرنسية أنه “النسبة للمغرب إذا تمكن حزب الجبهة الوطنية من الوصول إلى الحكومة وتوجيهها، وإذا قرر الاعتراف بالصحراء الغربية كما هي، أي مغربية، فإن فرنسا اليمينية المتطرفة هي التي ستفعل ذلك. لكن في فرنسا اليمينية المتطرفة، هناك “فرنسا”، وهذا هو الشيء الرئيسي”. على حد تعبير المجلة الباريسية.
أي مستقبل لمحور الرباط ـ باريس؟
تنطوي الانتخابات التشريعية، مثل أي نوع آخر من الانتخابات، على قضايا متنوعة ومعقدة، خاصة على المستوى الجيوسياسي. وماذا عن العلاقات بين فرنسا والمغرب، التي بدأت للتو تشهد فترة من الدفء في الأشهر الأخيرة؟
وردا على سؤال من صحيفة لوبوان أفريك، رأى أستاذ العلوم السياسية المغربي زكريا أبو الدهب أن مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية يعتمد على قوتين هيكليتين، أولاهما ترسيخ فرنسا في أوروبا. وأضاف: “العلاقات الثنائية لها امتداد أوروبي، وفرنسا دولة مهمة للغاية من هذا المنطلق. ونتيجة لذلك، فإن الوضع السياسي الجديد في هذا البلد سيكون له بالضرورة تداعيات على محور الرباط-بروكسل”.
ويستشهد الدكتور أبو الدهب ثانيا بالأنظمة البيئية المختلفة التي تؤثر في ميزان السياسة الخارجية. وأضاف: “بعيدا عن توزيع الألوان السياسية، يجب أن نأخذ في الاعتبار ثقل الأجهزة الأمنية، والجهاز الدبلوماسي، وما إلى ذلك.”
ويضيف: “يمكنني أيضًا توسيع النطاق من خلال تضمين دور المجتمع المدني الفرنسي، وكذلك دور الجالية المغربية في الشتات”. وتابع: “أيا كانت الحكومة التي سيتم تنصيبها، فإن العلاقات المغربية الفرنسية موجودة، وهذا الأساس، الأساسي في رأيي، سيحكم مستقبل هذه العلاقة”، مذكرا بالإعلان عن التمويل العمومي للقطاع الخاص مشاريع في الصحراء.
وقال: “إذا كان من الصعب حتى الآن رسم صورة دقيقة للتحالفات المحتملة التي سيتم إنشاؤها وتحديد تأثيرها على محور الرباط-باريس، فهناك شيء واحد مؤكد: سواء كان مع اليسار أو اليمين، فإن المغرب سوف يكيف عملياته”. مضيفا أنه “ومع ذلك، يجب علينا انتظار نتائج الانتخابات حتى نتمكن، في رأيي، من تقدير موقف المغرب بشكل أفضل فيما يتعلق بالوضع السياسي الفرنسي الجديد”
تعليقات ( 0 )