وضعت رافعة عملاقة بمحطة قطار الرباط المدينة تمهيدا لتفكيك الأعمدة الحديدية بالمشروع الذي توقفت به الأشغال لأزيد من 6 سنوات بعد تبديد الملايير.
وأوردت ذات المصادر أن الأسابيع المقبلة ستشهد الحسم في شكل المحطة الحالي، إما بهدم الأعمدة الحديدية وتعديل التصميم السابق وهو ما يتطلب صفقة ستكلف ملايير إضافية، أو اعتماد تصميم جديد يضمن توقف قطار البراق بالمحطة التي توجد وسط العاصمة، بدل الاكتفاء بمحطة آكدال فقط.
جدير بالذكر، أن موضوع توقف أشغال محطة القطار الرباط المدينة جرّ وزير النقل واللوجيتسيك، محمد عبد الجليل، للمساءلة في البرلمان، في أكثر من مناسبة حيث تساءل رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية حول أسباب توقف أشغالها، وعن الأفق الزمني لاستئناف وإنهاء الأشغال.
وأضاف النائب البرلماني في سؤاله الكتابي أن أشغال إعادة تهيئة محطة القطار الرباط المدينة لا تزال متوقفة، حتى أنها صارت شبه مهملة؛ وهو ما يضايق مستعملي المحطة المذكورة، ويؤثر سلبا على انسيابية وسلاسة تحركات المسافرين الذين يستخدمونها، وكذا على جمالية ونفعية عدد من فضاءاتها
كما طالبت البرلمانية فاطمة التامني وزير النقل واللوجستيك، بكشف مصير محطة القطار الرباط التي تحولت لبناية شبه مهملة بعد أشغال كلفت الملايير ما يفتح المجال لشبهة تبديد المال العام. .
وقالت ذات البرلمانية أن اشغال محطة القطار الرباط المدينة التي بدأت بوتيرة جيدة، قبل أكثر من 6 سنوات (2017)،توقفت بشكل مفاجئ منذ دون سابق إنذار، ولا الكشف عن السبب الحقيقي وراء ذلك.
وقالت التامني أنه ولحدود الساعة لم تقدم التوضيحات حول الأسباب الحقيقية والواضحة الكامنة وراء توقف الأشغال، علما أن وزير النقل برر التوقف في وقت سابق بـ”الإكراهات التقنية والفنية”، دون الكشف عنها أو عن موعد استئناف الأشغال، وأبدى أمله في إيجاد حلول للمشاكل التقنية والفنية ، وبالتالي استئناف الأشغال في المحطة، وهو ما لم يتم لحد الآن.
وحسب ذات البرلمانية فإن أشغال المحطة رصدت لها ميزانية مهمة من المال العام، إلا أنها متوقفة لحدود الساعة، أمام منظر غير لائق للمحطة الواقعة في عاصمة المملكة.
وسبق لمصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي، أنه قال أنه يجهل الأسباب التي دفعت إلى توقف أشغال محطة القطار الرباط المدينة.
ووعد المسؤول الحكومي، بالبحث عن الأسباب وراء هذا التوقف المفاجئ من أجل إبلاغها للرأي العام والصحافيين خلال مناسبة قادمة دون أن يلتزم بوعده.
وانطلقت الأشغال بمحطة الرباط المدينة، تزامنا مع المرحلة التي بدأت فيها الأشغال بمحطات القطار “أكدال” و”المسافرين”، ومحطة طنجة، إلا أن هاته المحطات المذكورة انتهت الأشغال بها، في حين لا يزال من غير المعلوم مآل محطة الرباط المدينة.
وتوقفت الأشغال بالمحطة التي صارت عبارة عن بناية شبه مهملة، فيما بقيت الأعمدة، والستار الحديدي شاهدين على تبديد الملايير في مشروع جر على المغرب انتقادات دولية.
جاء ذلك بعد بعد أن هددت اليونسكو، بسحب الرباط من لائحة التراث العالمي.
وشددت المنظمة على أن مسؤولي الرباط لم يوفوا بالتزاماتهم المتعلقة بتأثير هذا النوع من المشاريع على الواجهة البصرية للعاصمة.
وكانت الحكومة المغربية قد توصلت برسالة صارمة من لجنة التراث العالمي بخصوص بعض المشاريع المبرمجة في إطار برنامج التأهيل الحضري للرباط .
وشملت الانتقادات بالأساس،برج محمد السادس ، وتوسعة محطة الرباط المدينة، وهو المشروع الذي انتهى بكارثة شوهت المنطقة، كما هو حال المظلة الحديدية التي أقيمت بساحة الحسن الثاني، والتي كلفت بدورها 5 ملايير سنتيم.
تعليقات ( 0 )