كواليس “صفقة” ميارة مع أخنوش لكسر احتجاجات التعليم

نزل نعمة ميارة رئيس مجلس المستشارين، و الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذارع النقابي لحزب الاستقلال، بكل ثقله لفرض انقلاب على موقف الجامعة الحرة للتعليم من النظام الأساسي للتعليم، ومن الاحتجاجات التي سطرها التنسيق الوطني.

جاء ذلك من خلال بلاغ مفاجئ فرضه ميارة، رغم معارضة قيادات النقابة التعليمية لهده الخطوة، والتي قالت مصادر من داخل النقابة أنها جاءت على شكل “خيانة”، و”طعنة غدر” للتنسيق القائم، من أجل تقديم هدية لرئيس الحكومة عزيز اخنوش، مع محاولة إرباك التماسك القوي داخل القطاع  والذي عكسته مسيرة الرباط.

وقالت مصادر ميديا90 أن يوسف علاكوش الكاتب العام للجامعة الحرة للتعليم، رفض هذا القرار، قبل أن ينزل البلاغ حاملا إسمه دون سابق إشعار، ما جعل باقي النقابات تعتقد أن البلاغ مزور. غير أن استمرار الصمت جعلها تبادر لإصدار بلاغ مشترك تبرأت فيه من “انقلاب” نقابة الاستقلال، مؤكدة استمرارها في نفس الخطوات المسطرة سلفا لحين إسقاط النظام الأساسي وتحقيق المطالب المعلنة.

ميارة لم يكتف بجر نقابة الجامعة الحرة للتعليم لموقف مرفوض من جميع قواعدها، بل ذهب أبعد من ذلك بعد أن وجه الدعوة من خلال خروج إعلامي لجميع العاملين بالقطاع للعودة للأقسام.

كما قدم ميارة مرافعة انتخابية لفائدة رئيس الحكومة قائلا أن سيتلزم بوعد الزيادة في الأجور ضمن إصلاح سيمتد لعشر سنوات.

كما حاول ميارة تأليب الأسر ضد الأساتذة من خلال  تكراره بأن الحكومة جادة فيما تقول، وأن ضحايا الاحتجاجات والاضرابات هم التلاميذ.

خروج ميارة جر على نقابة حزب الاستقلال اتهامات وانتقادات لاذعة من رجال ونساء التعليم غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي.

كما وجه ضربة قاصمة للثقة التي وضعت في النقابات في إطار التنسيق الوطني للقطاع، وهي الخطوة التي قالت ذات المصادر أن الحكومة تراهن عليها من أجل كسر شوكة الاحتجاجات التي خلطت أوراق الحكومة، و خلقت انزعاجا كبيرا لدى دوائر القرار بعد الإنزال الكبير لرجال ونساء التعليم.

مصدر من نقابة الاستقلال قالت أن حالة غليان غير مسبوق تسود داخل النقابة بعد أن علم الجميع بمن فيه أعضاء النقابة بقرار ميارة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بل إن بعضهم أكد أن البلاغ “مزور” قبل أن يصدم ميارة الجميع ويؤكد صحته.

كما أن هذه الخطوة خلقت غضبا كبيرا لدى قيادات بارزة بالاتحاد العام للشغالين التي أعتبرت أن توظيف قبعة النقابة لإرضاء رئيس الحكومة، والركوب على احتجاج بمطالب اجتماعية يعد انتحارا سياسيا للحزب، وشهادة وفاة للنقابة.

في مقابل ذلك قللت مصادر تعليمية من خطوة ميارة، مشددة على أن الجميع يعرف حجم النقابات، مضيفة بأن العاملين بالقطاع صاروا يملكون المبادرة بعد أن جربوا في غير مرة “لدغة” النقابات، تضيف المصادر ذاتها، مؤكدة أن الاحتجاجات ستسير في نسق تصاعدي لحين إسقاط النظام الأساسي.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي