واضح أن والي مراكش فهم بشكل أعوج الجدية التي دعا إليها الملك بعد أن جر ورائه أسطولا ضخما من السيارات الفارهة، وبها قبيلة من كبار المسؤولين الذين قطعوا طريقا مليئا بالحفر والمطبات لزيارة “كراج” لإصلاح عجلات السيارات.
الوالي طبعا استنفر معه الأمن لتأمين موكبه الذي استهلك الكثير من البنزين من أجل الاستماع لشرح بسيط حول كيف يتم إصلاح “بياسة” “رويضة”، ونفخها بالهواء مثل “النفخة” التي استبدت بعدد من الولاة والعمال.
ولأن العجلة من الشيطان فإن الفيديو أثار سخط وسخرية المغاربة.
الوالي كان عليه بدل ذلك أن يخرج دون استعراض وبهرجة ولا برتوكول ليعاين كيف تغرق مدن الجهة وأقاليمها في الفقر والتهميش، بعد أن توقفت فيها عجلة الزمن منذ الثمانينيات، وفرضت عليها الإقامة الإجبارية ضمن خارطة المغرب غير النافع.
السي الوالي ومن معه، عليه أن يخرج من مراكش، ورفاهية المكاتب المكيفة ليعاين الوجه القبيح لهوامش المدينة.
كما عليه أن يعاين كيف يعيش الناس في مدينة ابن جرير التي صارت مثل “فيلاج” كبير بعد أن تكالب عليها رهط من المنتخبين والمسؤولين الفاسدين، تماما كما هو حال مدينة الصويرة التي صارت مثل مدينة بدون ملامح بعد تبديد عشرات الملايير في صفقات فاسدة ومغشوشة بداعي التأهيل.
الغريب أن الوالي وخلال رحلته للصويرة استسلم للمسار الذي حدد له سلفا العامل عادل المالكي ولم يخصص جزءا من وقته الذي قضاه في محل “الروايض” لاكتشاف غابة من الصفقات الفاسدة والتفويتات المشبوهة التي صارت حديث ساكنة الصويرة وما جاورها.
والواقع أن ما قام به والي مدينة سبعة رجال يؤكد ومن جديد استعجالية إجراء حركة في صفوف الولاة والعمال.
والقائمة تتسع هنا لكثير من الأسماء التي تعين عليها الرحيل، و على رأسها عامل الصويرة الذي ترك إرثا من الفضائح بمؤسسة عمومية بشهادة المجلس الأعلى للحسابات، قبل أن يواصل هوايته بمدينة الرياح دون أن “ينوض” عليه “عجاجها” رغم تأكيد الملك مجددا على ضرورة ربط المسؤولة بالمحاسبة.
عيون الداخلية لا تنام.. نعم، لكن أنفها ربما يخطئ رائحة الفساد، والاختلالات الخطيرة التي راكمها عدد من مسؤولي الإدارة الترابية، والتي صنعت فضائح، و احتجاجات وشكايات، وكتبت بشأنها عشرات المقالات الصحفية.
قائمة من صارت صنائعهم حديث المجالس تتجاوز والي مراكش لوالي الرباط الذي وزع الصفقات كالعطايا،و هدم البيوت، وشرد الناس فقط لكي يظهر نفسه أمام الجهات العليا وكأنه والي خارق، لا يشق له غبار، ولا يعصى له أمر، كما لو كنا في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي.
اليعقوبي الذي أفلت من إعفاءات الحسيمة، بعد أن فشل في إطفاء غضب سكانها رجل سلطة بجينات من سنوات الرصاص .
من لا يراعي مصلحة المواطنين البسطاء لا مكان له ضمن القائمة، لأن ما وقع في ملف كيش الأوداية وفي ترحيل دواوير الصخيرات والمنزه وتمارة وصمة عار بعد طرد أسر بأطفالها من براريكها وهدمها و إلزامها بكراء منازل إلى حين بناء شقق.
لا تجعلوا الناس يكفرون بوطنهم في هذا الزمن الصعب.
مهمة المسؤولين وخاصة منهم الولاة والعمال الذين يبقون في معادلة غير مفهومة خارج دائرة المساءلة رغم تدبيرهم لمئات الملايير، هي إيجاد الحلول لا صنع الأزمات وتأجيج الغضب الذي يختلج في الصدور.
المثل يقول قليل من الغباء يكفي لصنع أكبر الأزمات.
بعد هدم بيتنا الدي بناه بابا حامل لوسامين مالكين دون أن يراعو حرمة زوجته وأبنائه اليتامى وتشريدهم دون أي تعويض أرى رحيل أصبح واجب الى المهجر لي ولجميع اسرتي فلا يمكنني أن اربي أولادي مثل تربية والدي الدي افنا حياته في خدمة وحب الوطن الدي لم ينظر إلى أدنى إنجازاته بعد وفاته لك لله ياوطني