كيف كشف تحويل بنكي من الخارج فضيحة بيع تذاكر المونديال…

تحويل مالي بقيمة 60 ألف درهم بقيت آثاره واضحة رغم محاولة التخلص منها، كان كافيا لاقتناع المحكمة بثبوت الفعل الجرمي، خاصة مع تصريحات بعض من تم الاستماع إليهم والذين أكدوا التفاوض مع الحيداوي لشراء تذاكر مقابل مبالغ مالية تم الاتفاق على تسليمها بالمغرب.

ووفق تحقيقات الفرقة الوطنية فقد اعترف محمد الحيداوي تمهيديا أنه استفاد من مجموعة من تذاكر مباريات المنتخب الوطني في مونديال قطر .

يتعلق الأمر بالتذاكر المجانية التي خصصت من ميزانية الدولة لفائدة الجمهور المغربي.

وصرح أنه فعلا كان طرفا في تلك المكالمة الهاتفية  للتفاوض حول بيع تذاكر المباراة بمبلغ 12.000 درهم للتذكرتين، مضيفا أن الأمر بالتحويل والتوقيع المدونة به، و الذي تم رغم تواجده بدولة قطر يخصه بالفعل، وقد سبق أن أودعه لدى نائبة مديرة وكالة بنكية بمدينة اسفي، مؤكدا انه هو من طلب منها تفعيل أمر تحويل مبلغ 62.000 درهم، وأن عادل العماري هو من سلمه رقم ذلك الحساب باعتباره يخص قريبا له.

 

تسجيلات صوتية

وحسب التحقيقات فإن عادل العامري تسلم كامل المبلغ المودع بالحساب المذكور بمجرد عودته للمغرب مما تأكد معه أن المتهم محمد الحيداوي أن المتهم عادل العماري قام ببيع تلك التذاكر واستفاد من قيمتها المالية.

كما اعترف المتهم محمد الحيداوي أن التسجيلات الصوتية المستخرجة من هاتف المسمى (ي.أ) تخصه وأنها تتعلق بتذاكر مباراة النصف النهائي التي جمعت بين المنتخب الوطني المغربي ضد نظيره الفرنسي وعددها أربع تذاكر وقد أخبره محمد الحيداوي أن ثمن التذكرة يبلغ 7500 درهم وقد اتفقا على تسليم تلك التذاكر لزوجته.

وأفاد محمد الحيداوي حسب التحقيقات أن تلك التذاكر قد تم تدبرها بالمجان كما اطلع المسماة (ف.س) على الصورة التي تحمل التحويل البنكي المضمن به المبلغ المالي قصد تغليطها بأنه بالفعل قام بشراء تلك التذاكر ولم يحصل عليها بالمجان، كما أن المكالمة الهاتفية التي دارت بينه وبين عادل العماري كانت من أجل ايهامهما أنه قام بشراء التذاكر ولم يتسلمها مجانا .

مبالغ مسحوبة

من جانبه اعترف عادل العماري انه اتصل فعلا بقريب له، واخبره انه سيحول لحسابه البنكي مبلغ الي قيمته 62.000.00 درهم وطلب منه الاحتفاظ به الى حين عودته إلى أرض الوطن موضحا أنه بالفعل سلم رقم الحساب البنكي للمتهم محمد الحيداوي الدي قام بذلك التحويل وبعد عودة المتهم عادل العماري الى ارض الوطن تسلم المبلغ كاملا.

واقتنعت المحكمة بأن المتهم محمد الحيداوي استغل صفته كنائب برلماني ورئيس نادي كرة القدم ينتمي الى الصفوة واتصل بأحد أعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي وفرت تذاكر مباراة نصف نهائي كاس العالم التي جرت يوم 2022/12/14 بدولة قطر للجماهير المغربية الراغبة في دعم المنتخب الوطني وقد منحت للمتهم المذكور مجموعة من التذاكر قصد تسليمها مجانا لفائدة الجهور المغربي الذي حل بالدوحة لتشجيع الفريق الوطني غير انه وبمشاركة عادل العماري حاول النصب باستعمال الاحتيال واخفاء وقائع صحيحة على البعض من الجمهور و البيع له تلك التذاكر بطرق غير قانونية وبدون ترخيص أو اذن و بسعر يصل الى 6000 درهم للتذكرة الواحدة.

 

الإدانة

وعللت المحكمة إدانتها للمتهمين بما هو ثابت من التسجيلات الصوتية التي تم تفريغها من الهاتف المحمول للحيداوي، والتي تثبت حسب المحكمة أن هذا الأخير بمشاركة المتهم الثاني تورطا في الموضوع بسبب اخلالها بالالتزامات الرياضية وإعادة بيعها لتذاكر مباراة في السوق السوداء في العاصمة القطرية وبسعر مرتفع جدا وذلك بقيامها من خلال التسجيل الصوتي المرتبط بالتفاوض مع مواطن مغربي لبيع تذكرتين مقابل مبلغ 12.000.00 درهم وهو التسجيل الدي اعترف المتهمان بصحته مع تأكيدها انها توسطا فقط للمعني بالأمر في ذلك الشيء الذي الحق ضررا ماليا كبيرا بالجمهور.

وقالت المحكمة  أنه المتهمين تمكنا من خلال تلك الممارسات المشينة و المتعارضة مع الاخلاق الرياضية و الروح الوطنية من جنى استفادة مالية مهمة..

وشددت المحكمة على  أن التلاعب في العديد من تذاكر مباريات كأس العالم قطر 2022  والتي كانت موجهة بالأساس ليتم توزيعها بالمجان على المشجعين المغاربة و ترويجها اثناء تواجدها بدولة قطر مقابل مبالغ مالية غير مستحقة، كاد أن يفسد على المغاربة فرحتهم بتأهيل منتخبهم الوطني الى دور نصف نهائي كاس العالم قطر.

وقالت المحكمة أنها اعتمدت على المكالمات و الاتصالات المنجزة بوسائل الاتصال عن بعد و التسجيلات الصوتية تعتبر وسيلة اثبات قانونية في الميدان الزجري، وأن الثابت من التسجيلات الصوتية التي تم تفريغها من الهاتف المحمول للمتهم الأول ان هذا الأخير وبمشاركة المتهم الثاني كان يفاوض أحد المغاربة على بيع التذاكر بسعر 6000 درهم للتذكرة الواحدة التي هي في الأصل مجانية،و خصصت من ميزانية الدولة لفائدة الجمهور المغربي وهو التسجيل الذي اقر المتهمان بصحته، وأن زعمهما أشراء  تلك التذاكر بأموالها الخاصة من أجل إعادة بيعها مجرد محاولة منها لتمويه العدالة، وبالتالي التملص من المسؤولية و العقاب كما تفنده ظروف القضية و ملابساتها والقرائن المحيطة بها و التسجيلات الصوتية المفصلة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي