واضح وبشهادة تقارير رسمية أن أزمة الحكامة والارتجالية وسوء التدبير والقيادة وراء فشل عدد من المخططات والمشاريع التي استهلكت عشرات الملايير على امتداد السنوات الماضية كما هو حال السياحة.
الأرقام وقبل الجائحة تكشف أن أزيد من مليون مغربي كانوا يفضلون قضاء عطلتهم بالخارج، وهو رقم ارتفع بمنحى تصاعدي سريع، سنة بعد سنة، في بلد صرف عشرات المليارات ليسوق نفسه بأنه الأجمل في العالم.
هي مفارقة لا تحتاج لكثير من التحليل، لأن أسبابها واضحة، وفاضحة، وهي ذات الأسباب التي تفسر لنا كيف أن اسبانيا لوحدها كانت ستقطب أزيد من 900 ألف مغربي لقضاء العطلة، دون أن تبذل مجهودا في دعاية منفوخة و تصرف الملايير في مخططات فاشلة.
يكفي أن توفر للسياح فضاءات مناسبة، ومجهزة، ونظيفة، وأسعارا معقولة، وتنافسية، وخدمة جد جيدة، وهذه هي الدعاية الحقيقية التي تفسر كيف أن جارتنا تجني من جيوب السياح المغاربة 500 مليار سنتيم سنويا، وهو رقم له دلالته، وأثاره الاقتصادية.
المعادلة صارت مقلوبة، وعوض أن نجلب السياح الأجانب، صرنا نصدر السياح المغاربة.
هؤلاء يسافرون سنويا لقضاء العطلة في بلد لا يبعد عنا سوى بكيلومترات قليلة، لكن تفصلنا عنه قرون في مجال الخدمات، والبنية التحتية، وأساسا قائمة الأسعار التي تجعل العطلة بالمغرب استنزافا حقيقيا، بفعل الغلاء الفاحش، ومظاهر الابتزاز التي تبتدئ بمواقف سيارات.
هذا دون الحديث عن أثمنة الوجبات، وأسعار المبيت في بعض الفنادق التي تحتاج إلى إعادة تأهيل، او بعض الشقق المفروشة التي لا فرق بينها وبين دور الرعاية وهي ممارسات لم تفلح ظروف الجائحة في اقتلاعها.
لن ننسى طبعا مصاريف المازووط،و الطريق السيار الفادحة، ، والبؤس الذي يطاردك في كل يوم من أيام العطلة بفعل غياب النظافة، والضجيج، والخوف من “لكريساج”، وجحافل الباعة الجائلين و المتسولين، وغياب أبسط مرفق وهو المرحاض العمومي.
هذا جزء يسير فقط من الأسباب التي تفسر هروب مئات آلاف للخارج لقضاء عطلة حقيقية، كما أنها ذات الأسباب التي تجعل آلاف المغاربة يقررون الهرب بشكل نهائي.
تعليقات ( 0 )