“تريكة” القنب

من جديد عشنا نفس الأحداث الخطيرة والسلوكيات المرعبة التي ترافق ليلة عاشوراء كل سنة، والتي وصلت مداها مع تفجير قنينات  الغاز ما تسبب في مصرع قاصر بسطات وطفلة بسلا.

سلوكيات طائشة خلفت استياءا عارما في عدد من المدن، بسبب التراخي في التعامل مع عينات استغلت هذه المناسبة لترويع المواطنين، وتخريب الممتلكات، بل ومواجهة عناصر الأمن بالحجارة والقنينات والمفرقعات.

هذه “السيبة” سادت بعدد من الأحياء بالمدن الكبرى، وشارك فيها المئات من المراهقين والمخدرين وأصحاب السوابق، وانضم إليها أشخاص أضرموا النار في الكثير من النقط والتجمعات، وهو انفلات يدق ناقوس الخطر من ثقافة العنف التي أصبحنا نغرق فيها بسرعة كبيرة، والتي يجتهد البعض في البحث عن أي فرصة أو مناسبة لتفريغها.

الاحتفال لا يعني التخريب، والترويع، والإيذاء العمدي للأبرياء، لأن الأمر ينطوي على جرائم يعاقب عليها القانون.

كما أن حالة التراخي التي سادت في التعاطي مع ما حدث ليلة عاشوراء، هو أمر يتعين معالجته، خاصة بعد أن أصبحت القوة العمومية وعناصر الأمن ضمن قائمة المستهدفين خلال محاولتهم تدارك الوضع.

المغاربة ليسوا بحاجة إلى مناسبات جديدة لبث الخوف الجماعي من سلوكات مجتمعية أصبحت تزحف على الكثير من المدن والتجمعات السكانية.

يكفي أنهم مجبرون على التعايش القسري مع إحساسهم الدائم بعدم الأمن والآمان، نتيجة جريمة القرب التي استفحلت، والتي تنتعش بفضل شريحة واسعة من المراهقين، والجانحين، ممن يعتبرون بأنهم على هامش المجتمع، ويتحينون أي فرصة من أجل  الانتقام لذواتهم حتى ولو كانت الوسيلة هي الفوضى والعنف.

ما يقع سنويا في ليلة عاشوراء يستلزم من الجهات المعنية وضع تدابير استباقية تتجاوز جمع العجلات المطاطية المستعملة لتجنب تكرار”سيبة” جديدة السنة المقبلة.

تدابير لابد أن تنطلق من سد الثقوب المكشوفة التي تتسرب منها ملايين المفرقعات، واتخاذ إجراءات صارمة في حق مضرمي النار.

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي