دعا علماء دين في بريطانيا المسلمين للاحتفال بالعيد بنفس اليوم، ومتابعة ظهور الهلال في سماء بريطانيا.
وقالت صحيفة “التايمز”، في تقرير أعدّته كايا بيرجيس، مراسلة الشؤون الدينية والعلوم، إن هذا يضمن احتفال المسلمين بالعيد في يوم واحد، بدلاً من التباين في أيام الاحتفالات. وقالت مجموعة من العلماء المسلمين إن موعد الاحتفال بالعيد في بريطانيا يجب أن يكون بناء على رؤية الهلال في بريطانيا، وليس السعودية، للتأكد من أن المسلمين يحتفلون جميعاً بنفس اليوم.
وفي الأسبوع المقبل، سيحتفل المسلمون بعيد الأضحى، ولن يحتفل كلهم بنفس اليوم. فقد قرر مسجد شرق لندن أن العيد سيكون في يوم الأربعاء، الموافق 28 يونيو، فيما أعلن مسجد مانشستر المركزي أن العيد سيكون في يوم الخميس، الموافق 29 يونيو.
وحثّ علماء مسلمون من بلاكبيرن المسلمين في المستقبل على اتّباع التقارير عن “رؤية الهلال في بريطانيا فقط أو المغرب”، وعندما يتم تحديد موعد العيدين.
ويتبع التقويم الإسلامي حركة القمر، وتستمر لمدة 29 أو 30 يوماً. ولو تم تحديد ظهور الهلال في اليوم الـ 29 فإن الشهر الجديد سيبدأ في اليوم التالي. وإلا فإن الشهر يكمل لثلاثين يوماً، قبل بدء الشهر التالي. ويحل شهر رمضان في اليوم الأول لمشاهدة الهلال، أما عيد الأضحى فيحلّ في اليوم العاشر.
ويقوم النظام على رؤية الهلال بالعين المجردة، وليس الحسابات الفلكية. ونظراً للسماء الغائمة في بريطانيا، فمن المتعذّر رؤية الهلال، ما يجعل المسلمين في بريطانيا تابعين للسلطات الدينية في الخارج لكي تحدّد التقويم الإسلامي. بعض المسلمين يتبع أقرب بلد إسلامي، كالمغرب، الذي يقع في نفس محور الوقت كبريطانيا. وهناك من يفضّل متابعة السعودية، نظراً لوجود أقدس مكانين هناك، وهما المسجد الحرام والمسجد النبوي، مع أن فارق الوقت هو ساعتان في الصيف.
كل هذا يؤدي لاحتفال المسلمين البريطانيين بالعيد في أيام مختلفة، لو تمت مشاهدة الهلال في السعودية يوماً أكبر من بريطانيا أو المغرب. وتقول “مجموعة عمل مراقبة الهلال في بلاكبيرن”، وهي مكونة من ثمانية علماء، إن المسلمين، وحتى منتصف الثمانينات، كانوا يعتمدون في رؤية الهلال على المغرب، ثم تحولوا إلى السعودية ” لأنه مريح”، ولأن تحديد رؤية الهلال في المغرب كان يأخذ وقتاً أطول.
وقالوا “لقد قطعنا مسافات طويلة في ما يتعلق بالتكنولوجيا والاتصالات”، و”باتت المعلومات تصل من المغرب خلال ساعات من غروب الشمس على الأكثر، ولهذا لم يعد هناك ما يزعج”.
وقالت المجموعة: “أولاً وأخيراً، يجب بذل كل الجهود في بريطانيا في يوم 29 من كل شهر إسلامي ومحاولة رؤية الهلال بالعين المجردة، وبعد بذل الجهود فإننا نعتمد على أقرب دولة مسلمة قريبة لنا، مثل المغرب، الذي هو في نفس المنطقة الزمنية، ولديه نظام صارم لرؤية الهلال.
وقالت المجموعة إن التقارير عن رؤية الهلال، والقادمة من السعودية “بات مشكوكاً فيها أكثر فأكثر”، ويتم تأكيد رؤية الهلال “حتى لو جاء من حفنة قليلة من الأفراد” وفي وقت “تتعذر فيه رؤية الهلال بالعين المجردة”.
وقال قاري عاصم، الإمام في مدينة ليدز، وهو ليس عضواً في المجموعة، إن المسلمين، الذين أصبحوا “مصطفين من الناحية الأيديولوجية مع السعودية”، قد يجدون صعوبة في تغيير موقفهم، ولكن هناك “تحركاً بأن على الناس متابعة الرؤية في بريطانيا”. وأضاف: “هناك، على ما يبدو، انقسام شمال- جنوب، وعادة ما يتبع الناس في الجنوب إعلان السعودية، لسهولة التعرف على الأخبار بشكل مبكر، أما سكان الشمال فهم مع الرؤية المغربية”.
تعليقات ( 0 )