في ختام أعمال الندوة الدولية الثالثة لربيع العلوم الاجتماعية، حول موضوع: “الهجرة وحوار الأديان والثقافات: ممكنات وتحديات”، اعتمد المشاركون في هذه الندوة (نداء إفران للهجرة وحوار الأديان والثقافات) لتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام والتعاون في عالم تحدد الهجرة حاله ومآله.
واعتبروا أن إصدار النداء من أجل عولمة السلم والحوار والعيش المشترك، ومن أجل خارطة طريق عالمية للسلام والتسامح والاعتراف بالهجرة فرصة بناء وحوار. وألح المشاركون على ضرورة إدراك واستلهام معاني التعدد الإنساني والحوار الحضاري والتسامح الديني باعتبارها عناصر مؤسسة وفاعلة في الديناميات الهجروية، وأكدوا أن الهجرة ليست مشكلا أو تهديدا وإنما فرصة وإمكان نوعي للبناء والتفاهم والابداع. ودعوا إلى بناء سياسات عمومية منصفة وعادلة في بلدان الاستقبال والإقامة والاشتغال على الأبعاد القيمية والدينية والثقافية تكريسا لحوارالأديان والثقافات، والعمل على تشجيع التواصل والتفاعل والتلاقح بين مختلف الشعوب والثقافات مع احترام الاختلاف، وتوطين ثقافة الاحترام عن طريق محاربة كل أشكال التمييز والوصم والاستعباد والتطرف والعنف التي تستهدف المهاجرين في مختلف أنحاء العالم وحماية المهاجرين واحترام معتقداتهم الدينية وخصوصياتهم الثقافية وتعزيز حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وشدد المشاركون على ضرورة إحداث مرصد علمي دولي للتسامح الديني والعيش المشترك يكون بمثابة آلية مبتكرة وفعالة لتقوية فرص الحوار البناء، وتكون من بين مهامه الأساسية العمل على تجميع جهود الباحثين والمنشغلين بقضايا الهجرة وحوار الأديان والثقافات، وتجميع المعطيات وتشبيك الجهود والأبحاث والدراسات العلمية، وتحديد الإستراتيجيات الكفيلة بتعبئة كل الطاقات والمبادرات الخلاقة من أجل تقريب وجهات النظر والتصورات بشأن قيم الحوار والعيش المشترك.
ودعا المشاركون الحكومات في مختلف دول العالم لمسؤولياتها من أجل إرساء قيم الحوار والعيش المشترك بين مختلف الشعوب، تخطيطا تدبيرا واستشرافا، وإدراج قيم العيش المشترك والاعتراف بحقوق المهاجرين في المضامين التعليمية. وأكدوا الحاجة إلى نخب دينية وعلمية تنتصر للتنوير والتسامح الديني والعيش المشترك لقيادة مشاريع الحوار والتعاون المشترك وتطويق مختلف المخاطر التي تتهدد الإنسانية جمعاء.
ونوه المشاركون بالجهود العلمية القيمة التي يقوم بها مجلس الجالية المغربية في الخارج وجامعة الأخوين وكلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط ومركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة، وأوصوا بمواصلة التناظر الفكري والبحث العلمي في مجالات الهجرة وحوار الأديان والثقافات مع تعزيز الشراكات المثمرة بين مختلف الهيئات والمؤسسات الوطنية والدولية لأجل تبادل التجارب والخبرات وبناء السياسات والمشاريع الكفيلة بتشجيع البحث العلمي في العلوم الاجتماعية حول الهجرة وحوار الأديان والثقافات.
يذكر أن الندوة عقدت بمركز الندوات والتكوينات التابع لجامعة الأخوين خلال الفترة من 12 إلى 14 مايو الجاري.
وشارك فيها عدد مهم من الباحثين والخبراء في العلوم الاجتماعية من الجامعات المغربية والعربية والدولية. وتضمن برنامجها عقد جلسات علمية حول قضايا الهجرة والمجال والتعبيرات الهوياتية، والرحالة والرحلات وحوار الأديان والثقافات، والهجرة والعيش المشترك، وتجارب بحثية في الهجرة، والتسامح الديني في المغرب. كما تم عقد ورشات تفكير حول عدد من القضايا والمبادرات ذات الصلة بموضوع الندوة.
لقد تميزت هذه الندوة الدولية الثالثة من ندوات ربيع العلوم الاجتماعية بالتنظيم المحكم لمختلف جلسات العمل وورشات التفكير، والمستوى الأكاديمي العالي للمتحدثين، وبالنقاش العلمي الرصين من المشاركين من مختلف الاختصاصات العلمية والحساسية الفكرية والانتماءات المهنية من داخل المغرب وخارجه.
وبذلك كانت ثمرة شراكة وتعاون نموذجي ورائد بين أربع مؤسسات مغربية محترمة ونشيطة في مجال البحث العلمي وهي مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة الأخوين وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط ومركز ابن خلدون لدراسات الهجرة والمواطنة.
تعليقات ( 0 )