كشفت منظمة غير حكومية اسبانية عن وفاة 19 مهاجرا غرقا، أول أمس الأربعاء، أثناء محاولتهم عبور الأطلسي من سواحل جنوب المغرب. وخلال الـ24 ساعة الماضية وصل إلى الأرخبيل أكثر من 400 مهاجر، بحسب وسائل إعلام محلية.
“مأساة جديدة” سُجلت في المحيط الأطلسي الذي ابتلع أرواح 19 مهاجرا أبحروا من سواحل المغرب، حسبما أعلنت منظمة “كاميندينو فرونتيراس” الإسبانية أول أمس الأربعاء 19 أبريل الجاري.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة هيلينا مالينو، في تغريدة على تويتر، إن من بين الضحايا سبع نساء وطفلة صغيرة، كانوا على متن القارب الذي أبحر باتجاه جزر الكناري.
يأتي الحادث الأخير في ظل توافد كبير للمهاجرين خلال اليومين الماضيين، مع وصول أكثر من 400 مهاجر إلى جزر الكناري التي تبعد حوالي 100 كيلومتر عن سواحل المغرب.
وأوضحت مالينو في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية، أن قاربا مطاطيا كان يقل 61 شخصا غادر سواحل طان طان جنوب المغرب صباح الثلاثاء الماضي.
وأثناء رحلة العبور، تمكن أحد المهاجرين من الاتصال مع أقاربه صباح الأربعاء للإبلاغ عن ثقب في القارب، و”حالة الذعر” بين المهاجرين. وبعد أن تم التواصل مع منظمة “كاميندينو فرونتيراس”، أكدت مالينو أنها حوّلت إحداثيات القارب إلى سلطات الإنقاذ المغربية والإسبانية.
استجابت السلطات المغربية لنداء الاستغاثة وتدخلت لانتشال المهاجرين الذين كانوا لا يزالون في المياه المغربية شمال جزيرة لانزاروت. لكن وفقا للمنظمة 19 مهاجرا فقدوا حياتهم أثناء رحلة العبور.
وقالت مالينو إن هؤلاء المهاجرين يتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا سيما ساحل العاج والكاميرون. في حين لم يكشف أي مصدر رسمي سواء من الجانب الإسباني أو المغربي، عن ملابسات الحادثة.
حوادث غرق بعيدا عن أعين السلطات والمنظمات
وفقا لبيانات المنظمة غير الحكومية، في العام الماضي وحده، توفي 1,784 شخصا أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري. ووقع إجمالي 61 حطام سفينة على هذا الطريق الذي ينطلق منه المهاجرون بشكل أساسي من المغرب، إضافة إلى السنغال وموريتانيا.
ونظرا إلى طول الطريق وظروف العبور الخطرة على متن قوارب متهالكة ومكتظة، تقع الكثير من الحوادث المأساوية بعيدا عن أعين السلطات أو المنظمات الإنسانية. ويشير تقرير نشرته منظمة “كاميندينو فرونتيراس”، إلى أن أكثر من 90% من الضحايا خلال العام 2022 فُقدوا في البحر “دون العثور على جثثهم”.
وصول أكثر من 400 مهاجر خلال الساعات الماضية
وفقا لوسائل إعلام محلية، أنقذت السلطات البحرية الإسبانية في الساعات الـ24 الماضية 445 مهاجرا قبالة جزر لانزاروت وغران كناريا وفويرتيفنتورا.
والخميس، أنقذت السلطات 103 مهاجرين كانوا على متن قاربين، الأول كان يحمل 58 مهاجرا والثاني 45 شخصا، بينهم خمس نساء وأربعة قاصرين. وقبل ذلك الأربعاء، أنزلت فرق الإنقاذ في الصباح ما مجموعه 121 مهاجرا في جزيرة فويرتيفنتورا، وكان من بينهم 25 امرأة وثلاث فتيات. ونقلت السلطات أحد الناجين إلى المستشفى بسبب تعرضه لانخفاض حاد في درجة حرارة الجسم. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه أنقذت السلطات 141 مهاجرا قبالة غران كناريا ولانزاروت.
لكن جزر الكناري سجلت انخفاضا بعدد الوافدين بنسبة 63% في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022. ووفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية، وصل 2,178 شخصا إلى الأرخبيل خلال الأشهر الثلاث الأولى من عام 2023، مقارنة بـ 5,940 في الربع الأول من عام 2022.
وفي كلمة أمام مجلس النواب الإسباني الأربعاء الماضي، أشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بدور المغرب كحليف “أساسي” في مواجهة الهجرة غير الشرعية إلى القارة العجوز.
تعليقات ( 0 )