تم الإعلان اليوم عن وفاة العلامة الموريتاني الدكتور محمد المختار ولد أباه، فجر اليوم في مدينة انواكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، عن عمر ناهز 98 عاما إثر وعكة صحية مفاجئة ويعد الراحل من أبرز الشخصيات العلمية والسياسية في موريتانيا، حيث ولد سنة 1924 في منطقة الترارزة جنوب موريتانيا من أسرة علم وجاه.
وبعد أن حفظ القرآن الكريم وأكمل دراسة المتون والنصوص المقررة في المدارس العتيقة الشنقيطية المعروفة بالمحاضر انتقل إلي مدينة سان لوي التي كانت تعتبر إحدى العواصم الإدارية والسياسية والعلمية في غرب أفريقيا. بدأ الراحل نشاطه السياسي المناهض للاستعمار الفرنسي في موريتانيا، وتم تعيينه في أول حكومة موريتانية سنة 1957 حيث شغل منصب وزير الصحة ثم التعليم. والتحق بالمغرب في سنة 1958 حيث شغل عدة مناصب سياسية وإدارية وأكاديمية مهمة . وكانت له علاقة متميزة بالملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني وبعدد من الشخصيات السامية المغربية من وزراء وزعماء سياسيين ومفكرين وعلماء وفقهاء.
وبعد عودته لبلاده بعد حصولها على الاستقلال، تم تعيينه على رأس عدة مؤسسات تربوية حيث كان له الفضل في تأسيس أول كلية للتربية في موريتانيا ثم ترأس لجنة الإصلاح الشامل للتعليم، وانتخب نائبا أولا للبرلمان ورئيسا للجنة الشؤون الخارجية للبرلمان.
وفي عام 1979 التحق بمنظمة اليونسكو، وانتخب عام 1984 أمينا عاما مساعدا لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة ثم عين رئيسا لجامعة النيجر، وعمل مكلفاً بمهمة في الديوان الملكي وأستاذا في دار الحديث الحسنية في الرباط . كما تم تعيينه رئيسا للمؤسسة الوطنية لجائزة شنقيط في موريتانيا .
وفي عام 2006 أنشأ جامعة شنقيط العصرية في نواكشوط.
كان عضوا في المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة وممثلها في نواكشوط
للراحل العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه إنتاج علمي غزير ومتنوع شمل علوم القرآن والحديث والسيرة النبوية والفكر الإسلامي والفقه وأصوله واللغة واالشعر .
وكان آخر ما ألفه كتاب “رحلة مع الحياة” وهو سرد لذكريات الراحل منذ طفولته في أحضان مواطنه الأصلية في بلاد شنقيط، قبل أن يستقل البلد ويحمل اسم موريتانيا؛ وذلك في العشرينيات من القرن الماضي. كما يوثق الكتاب بالمعلومات والصور للمسار المهني والثقافي والفكري والسياسي للراحل داخل موريتانيا وخارجها.
برحيل الدكتور محمد المختار ولد أباه تفقد الأمة العربية والإسلامية والإنسانية عالما ومفكرا فذا، وسياسيا حكيما، ظل يدافع عن قيم الاعتدال والوسطية، ويؤمن بوحدة دول اتحاد المغرب العربي.
تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وطلبته وأصدقاءه الصبر والسلوان، إنا لله وأنا اليه راجعون
تعليقات ( 0 )