سجل قضاة المجلس الأعلى للحسابات في التقرير السنوي، ملاحظات “سلبية” تخص بعض جوانب التسيير المالي لحزب العدالة والتنمية.
وكشف مجلس الحسابات، أن البيجيدي قدم دعما ماليا بمبلغ 20 مليون سنتيم لأحد مرشحيه لانتخابات برلمانية جزئية، لكن الجدول المخصص لتسجيل مثل هذه المصاريف في وثائق محاسبة الحزب التي عرضها على قضاة مجلس الحسابات، تضمن عبارة ” لا شيء”، وهي الرقم الذي برره الحزب بأنه “سقط سهوا … من الجدول الخاص بالدعم الممنوح من طرف الحزب للمترشحين”.
وسجل تقرير المجلس أنه لم يتم ترحيل نفس أرصدة حسابات الموازنة الختامية لسنة 2019، وذلك على مستوى حساب “أثاث وعتاد وتهييئات مختلفة” وحساب “تسوية بالخصوم-عائدات معاينة مسبقا”.
وبرر البيجيدي الأمر بـ “التغيير الملحوظ في الأرصدة المذكورة ناتج عن تصحيح خطأ في السنة المالية 2018، متمثل في تراكم استهلاك بعض التجهيزات حتى تجاوز مبلغ الاقتناء. وقد تم هذا التصحيح عبر الحسابين أثاث وعتاد وتهييئات مختلفة وتسوية بالخصوم عائدات معاينة مسبقا”.
وأوضح بلاغ الهئية الدستورية أنه يعتبر بمثابة مخالفة لقاعدة “عدم المساس بالموازنة ” المنصوص عليه في الدليل العام للمعايير المحاسبية الذي يقتضي أن أرصدة حسابات الموازنة الختامية للسنة يتم نقلها عند افتتاح السنة الموالية، دون إدخال أي تصحيحات أو تعديلات على هذه الأرصدة.
وخلال فحصه نفقات هذا الحزب، لاحظ مجلس الحسابات أنه لتبرير نفقات بمبلغ إجمالي قدره 16.311.50درهم، قدم الحزب فاتورات غير مستوفية لجميع الشروط القانونية، وذلك لكونها لا تتضمن رقم القيد في السجل التجاري ورقم القيد في الرسم المنهي المنصوص عليهما في القوانين والأنظمة ذات الصلة، ولاسيما القانون رقم 95.15 المتعلق بمدونة التجارة المادة 49، ومدونة الضرائب المادة 145 والمرسوم رقم 503.12.2 بتطبيق بعض أحكام القانون رقم 08.31 القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك المادة 25.
وفي رده، أوضح الحزب أن “المبالغ المشار إليها عموما عبارة على مبالغ صغيرة”، كما قام الحزب بموافاة المجلس بوثائق الإثبات عبارة عن إشهادات موقعة من طرف مسؤولين حزبيين وإشهادات مع تصحيح الإمضاء لمختلف الممونين أو مقدمي الخدمات”.
غير أن مجلس الحسابات نبه هذا الحزب إلى أنه لا يمكن اعتبار هذه النفقات ضمن النفقات الصغرى المشار إليها في القرار المشترك رقم 09.1078 المتعلق بالمخطط المحاسبي الموحد للأحزاب السياسية، باعتبار أن هذه النفقات لا تتعلق بمصاريف يصعب تبرير صرفها بواسطة فواتير مضبوطة، وأن الحزب سبق وأن قدم بشأنها فاتورات غير مستوفية لجميع الشروط القانونية.
تبعا لذلك، دعا المجلس الأعلى للحسابات، حزب العدالة والتنمية، إلى التقيد بالمبادئ والقواعد المحاسبية، ولاسيما الالتزام بمبدأ تخصص الدورات المحاسبية وقاعدة عدم المساس بالموازنة المنصوص عليهما ضمن الدليل العام للمعايير المحاسبية. وشدد عليه بأن يحرص على تقديم كل الوثائق المكونة للحسابات السنوية معبأة على النحو الواجب”. كما ألزمه أيضا، بـ”الالتزام بتقديم وثائق الإثبات المطلوبة لدعم صرف النفقات المنجزة في شكل فاتورات أو اتفاقيات أو بيانات أتعاب أو أي مستندات الإثبات المستوفية لجميع الشروط القانونية والتنظيمية ذات الصلة”.
المجلس الأعلى للحسابات يضع اليد على “اختلالات مالية‘” للبيجيدي

تعليقات ( 0 )