بعد عشر سنوات على فضيحة “بيداغوجيا الإدماج” بالتعليم التي اعتمدت من طرف الوزيرة العابدة، وأحمد اخشيشن، و التي انتهت بطرد خبير بلجيكي وتبديد أزيد من ثلاثة ملايير،تتجه وزارة التربية الوطنية لاعتماد تجربة هندية ستكلف بدورها المليارات.
يتعلق الأمر بوصفة “طاغل” التي تم اقتراحها على الوزارة من طرف روكميني بانيرجي، الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة “براثام للتربية والتعليم”.
هذه التجربة تم تقديمها خلال لقاء بحضور وَزِير التربية الوَطَنِية وَالتَعْلِيم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، والوالي المنسق الوطني للمبادرة الوَطَنِية للتنمية البشرية محمد دردوري، فَضْلًا عَنْ مدراء مركزيين بِوِزَارَةِ التربية الوَطَنِية، وممثلين عَنْ هيئة التفتيش وعن الأساتذة اللَّذِينَ استفادوا من تكوين ومواكبة من فريق هندي متخصص قصد تَطْبِيق هَذِهِ المقاربة الجديدة فِي الدعم التربوي للمتعلمين.
الإعلان عن تنزيل التجربة الهندية التي ستكلف الملايير من المال العام ترافق مع تحذيرات صريحة صادرة عن فعاليات تعليمية نبهت من أن الوزارة تتعامى عن الأعطاب الحقيقية التي تساهم في ضعف مستوى التلاميذ، وتنامي نسب الهدر المدرسي، ما يمهد لتكرار فضيحة جديدة بعد فضيحة بيداغوجيا الإدماج.
وتقوم الوصفة الهندية على استهداف معالجة التعثرات المتراكمة لَدَى المتعلمات والمتعلمين باعتماد تشخيص دقيق بِوَاسِطَةِ رائز بسيط بِشَكْل فردي.
وكان محمد الوفا وزير التربية الوطنية السابق قد كشف الفساد الذي يرافق وصفات إصلاح التعليم حين أعلن في سنة 2012 بأنه اتخذ قرارا بطرد الخبير البلجيكي الذي تكلف بوضع بيداغوجيا الإدماج في إطار البرنامج الاستعجالي من التراب المغربي.
وقال الراحل الوفا خلال أشغال ندوة وطنية حول المنظومة التعليمية أنه أمهل الخبير البلجيكي مدة 24 ساعة لمغادرة المغرب بشكل طوعي قبل الاتصال بوزارة الداخلية لإجباره على ذلك.
كما كشف حينها أن إلغاء بيداغوجيا الإدماج كان محور حديث دار بينه وبين الملك، وقال “هاد البيودغوجيا داو فيها 33 مليون درهم ولكن الله يسامح”، مشيرا إلى أن الظرفية التي يجتازها المغرب تحتاج إلى العمل وليس تصفية الحسابات.
تعليقات ( 0 )