سيذكر التاريخ المعاصر أن ملك المغرب وأمير المؤمنين محمد السادس، قد رسم صورة جديدة عن مفهوم الملكية بالمغرب وعن شخص الملك المغربي.. وهي الصورة التي اشتغلت على تلطيخها بإصرار كبير جهات وأجهزة معادية للمغرب تعي جيدا ان المؤسسة الملكية هي مكمن استقراره وقوة المملكة المغرب منذ قرون عديدة..
لذلك لوحظ إدمان غير عادي لجهات معادية توظف أذرعا إعلامية ومنظمات حقوقية وجمعيات مدنية وتشتري أقلاما صحافية وكتاب تقارير سياسية… حيث شغلها الشاغل هو البحث عن الحلقة الضعيفة في علاقة المؤسسة الملكية بالشعب المغربي…وهي قضية فشلت فيها ومنذ زمن بعيد العديد من الدول والأنظمة سواء قبل الاستقلال أو بعده.. والادهى من ذلك أن العلاقة بين المؤسسة الملكية والشعب المغربي تزداد قوة وتماسكا ومتانة وثقة…بعد كل أزمة مفتعلة أو ضائقة اقتصادية أو اجتماعيه وهو ما عبر عنه بالفعل خطاب العرش لسنة 2022 بقوله: “إن تاريخ المغرب حافل بالدروس والإنجازات التي تؤكد اننا نتجاوز دائما الازمات بفضل التلاحم الدائم بين العرش والشعب، وبفضل تضحيات المغاربة الاحرار”…
الشخصية القيادية القوية لملك المغرب جعلت من تحطيم وكسر كل القيود بينه وبين الشعب المغربي أمرًا مرغوبا فيه…حيث أصبح الشعب يعرف كل كبيرة وصغيرة عنه وهو حدث غير مسبوق في تاريخ السلاطين والملوك المغاربة…
حيث اصر الملك على نقل صور زفافه وكل افراح القصر من مواليد واحتفالات عائلية (ختان، عقيقة، أعياد ميلاد…)، كما اصر على مشاركة الشعب في أحزان القصر أيضا، كوفيات الأمراء والأميرات وحالة جلالته الصحية، ونشر صوره بعكاز طبي وفوق سرير طبي محاطا بأسرته الصغيرة حركت مشاعر القرب والتآزر داخل أفراد اسرته الكبيرة خارج اسوار القصر.. كما أن اصراره على إعطاء المثال في الالتزام بتدابير الوقاية في زمن كوفيد 19 في الاجتماعات السياسية وممارسة الشعائر الدينية.. وإجراءه لعملية جراحية دقيقة داخل القصر الملكي…كان أمرًا ملهمًا لملايين المغاربة ودفعهم الى الالتزام التام بتلك التدابير اقتداء بكبير العائلة المغربية…
عبقرية الملك محمد السادس عبدت الطريق لتوظيف مصطلحات “الاحترام والتوقير” مكان “القداسة” في الوثيقة الدستورية لسنة 2011، قاطعا بذلك الطريق على مجموعات معادية تعودت السباحة في المياه العكرة وتمطيط مصطلح ” القداسة ” عن غير موضعه الاصطلاحي وعلاقة السلطان والملك في مخيال الشعب المغربي العريق.. بل إنه قطع الطريق عن كل تأويل وتوظيف خاطئ..
فعندما قال الملك ان مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، فقد كان من معاني ذلك أيضا كل ذلك النسق والفسيفساء الذي يتشكل منه المغرب أي الورش الوطني الكبير الشامل للعباد والبلاد.. ولم يعد الشعب المغربي مضطرا الى اللجوء الى فضائيات وتلفزات وإعلام أجنبي… لمعرفة اخبار القصر المغربي.. إذ خلق منصب الناطق باسم القصر الملكي لأول مرة وهو اجراء غير مسبوق أيضا، كما أصبحت البلاغات الملكية هي مصدر المعلومة في حقيقة موضوعيتها وزمــن وقوعها…و هنا أيضا قطع على تلك الجهات والأجهزة اللعب في مساحة الثقة بين مؤسسة الملكية والشعب المغربي العريق…اذ لم يعد ممكنا ترويج اشاعات او اخبار زائفة عن القصر المغربي، بل حتى الاستعانة بشبكات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي اصبح مكشوفا حتى لتلاميذ مستويات الابتدائي…
لقد نجح ملك المغرب في تقديم المؤسسة الملكية في حلة إنسانية جديدة تخاطب الوجدان المغربي والتراكم الديني والروحي …مؤسسة مدنية تخاطب المعاصرة بلغة الأصالة.. كما نجح في إيصال رسائله السياسية والوطنية الى من يهمه الأمر سواءً على المستوى الإقليمي او القاري أو الدولي، اما نحن المغاربة سواء بالداخل أو مغاربة العالم، فإننا نعرف ان ملك المغرب هو واحد منا وكبير العائلة المغربية بكل مكوناتها وروافدها.. وإن تعاقدنا أساسه بيعة اجتماعية ودينية وعروة وثقى..
لذلك فأمام كل هذا الإصرار على إلحاق الضرر بالعلاقة الميثافيزقية بين العرش والشعب من طرف جهات معادية تفوح منها رائحة الغاز والبترول.. فإننا نقابله بإصرار مضاعف بالتمسك بتقاليد ملكية وأعراف سلطانية متجذرة في التاريخ…ألهمت ملكيات عالمية لازالت تثير شهية الدارسين والمؤرخين…
تعليقات ( 0 )