الشباب وحكومة “الشفوي”

 

على المسؤولين الذين يختبئون وراء تهم العدمية والتبخيس والتشويش أن يراجعوا جيدا الأرقام الصادمة التي كشفتها المندوبية السامية للتخطيط والتي قالت أن ربع الشباب المغربي يوجدون “خارج التعليم والعمل والتكوين”.

الرقم مخيف، و يفوق ساكنة دولة كالبحرين ، بل يوازي ساكنة دول مالطا  والرأس الأخضر  و بروناي و ايسلندا مجتمعة، لكنه ورغم ذاك، غير كاف لإيقاظ من يهمهم من سباتهم، بعد أن  توهموا بأننا تجاوزنا عين العاصفة، وان المطالب التي أشهرت دون أن يستجاب لها قد خمدت، أو أخمدت.

هذا بالضبط ما نبهت إليه دراسة سابقة صادرة عن المرصد الوطني للتنمية البشرية  حين قالت أن الشباب المحبط يمثل خطراً اجتماعياً على نفسه وعلى المجتمع،  وأن هذا الوضع  يخلق “حلقة مفرغة في الاقتصاد” الذي ينخره الريع، والاحتكار، ويعاني أصلا من هشاشة مزمنة عرتها الجائحة.

الدراسة أوصت بتوفير تعليم ذي جودة وسهل الولوج، وضمان اندماج سياسي واقتصادي لهذه الفئة، وتحسين الوصول إلى التكوين المهني للشباب في المناطق القروية، وتعزيز الرعاية الصحية النفسية.

هي توصيات وجدت لها مع حكومة “الشفوي” مكانا مريحا في الأرشيف لتظل مجرد نوايا  معلقة، كما هو مصير عشرات التوصيات والتحذيرات التي  وردت في تقارير رسمية لم يجف حبرها بعد.

كلها تحذيرات أجمعت على أننا نتجه بسرعة للحائط إذا استمر الصمت و التعامي عن حالة الاختناق التي تتفاقم على أكثر من صعيد تماما كما قال والي بنك المغرب.

الرقم لوحده كاف للتأكيد على أن البطالة بهذا البلد السعيد تمتد، وتعصف بآمال مئات الألوف من أبناء المغاربة الذين يغرقون قسرا في سنوات الضياع، سواء حصلوا على شواهد  جامعية و دبلومات وتكوينات أو ودعوا المدارس بشكل مبكر.

ولأن الذاكرة ربما تخون في بعض الأحيان، فلا بأس من إنعاش ذاكرة رئيس الحكومة  بالأولويات التي تعهد بها أمام المغاربة، وهي إصلاح التعليم، وتشجيع التشغيل، ومحاربة الفقر والهشاشة.

“اللسان ما فيه عظم” فالرجل مشغول فقط بالحفاظ على سعر المحروقات، ومضاعفة ثروته….

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي