إلباييس: “ورشة خياطة بالناظور تعيد الأمل لمهاجري جنوب الصحراء”

يتكبدون عناء ومشاق رحلة وعرة بين الغابات والصحاري، على الأقدام أو عبر وسائل نقل سرية، يبيتون في العراء دون أكل أو شرب لليال متتالية، يتجنبون قطاع الطرق ويتوارون عن أعين الشرطة قبل أن يصلوا الى المغرب المحطة الاخيرة التي تفتح أبواب اوروبا، هكذا وصفت جريدة “الباييس” الاسبانية مشوار المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الكبرى الذين تركوا موطنهم بحثا عن حياة أفضل، واستقر بهم الحال في الناظور على بعد اقل من 20 كيلومترا عن مليلية.

إنها محطة، ومكان للاختباء، وملجأ للمهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى، والأشخاص الذين يصلون هناك متأهبون لمواجهة السياج أو ركوب قارب للعبور إلى إسبانيا.

كلا الخيارين غير مؤكد وخطير وقد يكون مميتًا. معظمهم مرهقون أو مصابون أو مصدومون ، ويبقى الكثير منهم في ارجاء المدينة مختبئين عن السكان ويتساءلون عن خطوتهم التالية للوصول الى الشاطي الاوروبي للبحر الابيض المتوسط، تقول “إلباييس”.
وتضيف على الرغم من أن ذلك يبدو مستحيلا وسط الخوف والمآسي وعدم اليقين تسعى ورشة خياطة في مدينة الناظور المغربية الى فتح أبواب الامل مجددا في وجه من يقصدها من المهاجرين وتعينهم على استعادة بعض الامان والثقة.
تم تأسيس الورشة حسب إلباييس منذ أكثر من نصف قرن من قبل راهبات “جماعة إنفانتيتاس” لمساعدة النساء المغربيات المحتاجات، ومع التوافد المتزايد للمهاجرين الشباب من جنوب الصحراء الكبرى الى الناظور تغيرت نوعية المحتاجين في المدينة، وعقدت أخوات كنيسة “سانتياغو ” شراكة مع الوفد الأبرشي للهجرة في طنجة (DDM) لمساعدة ومرافقة الأشخاص المعرضين للخطر.
وسردت “إلباييس” تفاصيل مؤثرة يعود لها الفضل في تشكيل اتحاد بين نساء ورشة الخياطة المغربيات والمهاجرين وكتبت ” كما هو الحال في كل مكان ، غيّر كوفيد -19 واقع العمل في ورشة الخياطة. وتسبب الحجر الصحي في إغلاق غرف الخياطة الخاصة بالنساء المغربيات واصبحت الورشة دار ايواء للمهاجرين بالمدينة، وفي يوم لاحظ شاب سنغالي أن إحدى ماكينات الخياطة مكسورة وطلب الإذن بإصلاحها، وحين انتهى ، طلب اذنا لصنع أقنعة طبية ولم يترك ماكينة الخياطة قبل ان يصنع مئات الاقنعة، وبحلول عيد الفطر صنع قمصاناً وسراويل بيضاء لجميع الأشخاص الذين تم إيواؤهم في الدار، لقد كان يعمل خياطا في بلده الأصلي السنغال ، وفي أشهر الحجر الصحي كرس نفسه لتعليم عشرات المهاجرين الخياطة، وهكذا تم تكوين اتحاد في الورشة بين المهاجرين والنساء المغربيات منذ أكثر من عام واصبحت مساحة توفر روتينًا افتقده المهاجرون خلال الأشهر أو السنوات المؤلمة التي قضوها على طريق الهجرة.
وطرحت إلباييس سؤالا عن اسباب هذه الهجرة، تركت الاجابة عنه لاحدى نزيلات الدار فردت “قتلوا أبي ووالدتي في مظاهرات ضد الحكومة ، وغادرت غينيا كوناكري لأنني تُركت وحدي”.
واشارت الصحيفة الى تقرير نشرته المنظمة الدولية للهجرة (IOM) يعتبر عام 2021 أكثر الأعوام دموية منذ عام 2014 بالنسبة للمهاجرين. وعلقت عليه ب ” لأن أرقام الضحايا ترتفع مساحات الأمل، مثل ورشة الخياطة البسيطة هذه ، يجب أن تتضاعف”.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي