بعد عدم وفائها بوعدها مطالب للوزيرة بالكشف عن "جيوب المقاومة"

تصاميم التهيئة.. هل نجحت “اللوبيات” في كبح حماسة المنصوري؟

“إنها ليست قرآنا مُنْزلاً وإن ظهرت فيها مشاكل تتم إعادة مراجعتها من جديد”.. هكذا وصفت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تصاميم تهيئة 8 مدن كبرى، قالت إنها تعيش فوضى عمرانية.

الوزيرة البامية لم تتوقف عند هذا الحد، بل التزمت، في معرض جوابها عن سؤال شفوي بمجلس النواب، بإخراج هذه التصاميم إلى حيز الوجود خلال شهر يوليوز الجاري، رغم “اللوبيات والإكراهات ومحاولات إسقاط تلك التصاميم”، على حد تعبير الوزيرة.

لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟ تأخرت الوزيرة المنصوري في الوفاء بالتزامها رغم أن شهر يوليوز يشرف على الانتهاء، ولا بوادر في الأفق لصدور تصاميم تهيئة مدن كبرى قالت الوزيرة بنفسها إن غيابها يعد “إهانة لوطننا وتنميتها”.

ليفتح باب التساؤلات على مصراعيه حول دور “اللوبيات والإكراهات” التي لم تستطع الوزيرة البامية تسميها في هذا التأخير، وهل أخذت الحماسة المنصوري لتتحدث في موضوع لم تخبر دواليبه جيدا، فأجبرتها “مسامير الميدة” العمرانية على التراجع؟

كل المؤشرات تسير في هذا الاتجاه، والوزير ة لم تستطع الوفاء بالتزامها وهو ما يفيد بأن اللوبيات التي تحدثت عنها استطاعت فرملة رغبة إخراج تصاميم التهيئة، أكثر من ذلك تمكنت هذه اللوبيات من إثبات قوتها وقدرتها على تحدي المسؤولة الأولى عن القطاع، وجعلها “تحنث” في تحقيق وعد قطعته أمام نواب الأمة.

الكثير من المتتبعين يتساءلون اليوم عن ماهية “جيوب المقاومة” التي تقف وراء تعطيل تصاميم تهيئة مدن كبرى، ومن يغذي نفوذها، ويحملون الوزيرة المنصوري مسؤولية كشفها للرأي العام الوطني، على الأقل حتى تخلي مسؤوليتها من التنصل من وعد قطعته أمام ممثلي الشعب المغربي، وحتى تتفادى سقوطا قد يكون مدويا في أول امتحان حقيقي على رأس إحدى اهم الوزارات.

الآن، وبعد أن أدى كل المتدخلين في مجال التعمير أدوراهم في وضع تصاميم التهيئة، يطرح العديد من المهتمين أسئلة كثيرة عن هذا التأخر والجهات المسؤولة عنه، وحدود تدخلها في القطاع ومن يحميها ويغذي نفوذها؟ وهل تمتد خيوطها إلى التأثير في قرارات مصالح الوزارة، والضغط على اللجنة المركزية المكلفة بالمداولات النهائية؟

أسئلة كثيرة تبقى دون جواب في ظل تأخر خروج تصاميم التهيئة إلى الوجود، واستمرار عقدة لسان الوزيرة الوصية على القطاع في الإفصاح عن هوية “اللوبيات” التي تضع “العراقيل والإكراهات” وتتلاعب بـ”مستقبل” ساكنة ثمانية مدن كبرى.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي