حمل جمله الموسيقية وشعرا جميلا وألحانا سكنت قلوب الكثيرين وجلس على كرسي إلى جانب فرقته الموسيقية لينطلق في رحلة عطاء فني راق. منذ اللحظات الأولى لحفل امتد لثلاث ساعات لم يتوقف الجمهور عن مرافقة نعمان بترديد أغانيه وتصفيقه والتعبير عن حبوره وهو يحضر عرسا في منارة فنية إسمها مسرح محمد الخامس.
طلب نعمان لحلو من الجمهور ربط الأحزمة للانطلاق في رحلة مليئة بالمفاجئات اللحنية. وقدم كوكتيلا جميلا من المقامات والايقاعات. كان كل حاضر يشعر أن الفنان يتوجه إليه عبر ايقاعات مدينته ومنطقته. فأبناء زاكورة رحلوا فنيا مع نعمان وهو يحملهم على جناح الركبة الزاكورية وأهل وزان استمتعوا بمدينتهم وهي تغنى بالحضرة الوزانية وأهل مراكش مع ايقاعات الدقة والملحون. وكان حرص الفنان كبيرا لإضفاء سحر الكلمة وإيقاع العلاوى على أغنية وجدة التي الهبت حماس الجمهور. وسافر أهل طنجة عبر الطونغو والأندلسي وشيء من النغم الجبلي لكي لا يغادروا مدينتهم الجميلة هم وزوارها. وكذلك كان للأمر بالنسبة لفاس والصويرة موكادور واستعمال تموجات الأصوات الكناوية وايقاعاتهم.
وفي التفاتة رائعة، قدم الفنان لجمهوره موهبة كبيرة في شخص دكتور شاب كافح بالعلم وحب الموسيقى لمواجهة التوحد. وانطلقت من حنجرته أصوات أتت من السماء. وعبر بكل صدق عن شكره لمن كان سندا روحيا له عبر التعبير الفني. وكذلك كان الأمر بالنسبة لموهبة يافعة شدت إلى صوتها الجمهور عبر أغنية عن أطفال الشوارع. وقف نقيب الفنانين مولاي أحمد العلوي على المسرح ليقول أن نعمان أصبح منذ سنين من أعمدة الأغنية المغربية. وأهدى فنان هذا الحفل للجمهور كلاما عميقا عبر أغنية تنادي باحترام مبادئ تعايش الديانات وعدم الهجوم على المعتقدات بإسم حرية مغلوطة هدفها تأجيج الصراعات. وختم حضوره على خشبة المسرح بأغنية عن دور الملك محمد السادس في ضمان وحدة البلاد وخوض معركة التنمية بعزيمة وثبات. ولم يفت نعمان لحلو أن يشرك في الحفل أصوات جميلة كحاتم إيدار ولمياء الزايدي. وهكذا يساهم الإبداع في ارجاح الروح الإبداعية للمسرح الوطني محمد الخامس.
تعليقات ( 0 )