لوبي المحروقات بالمغرب يركب على “الدولار” و يفرض زيادات جديدة

 

سجلت أسعار المحروقات بالمغرب زيادة جديدة  في وقت تشهد فيه أسعار النفط العالمية  استقرارا نسبيا رغم استمرار الأزمة  في أوكرانيا.

زيادة جاءت بعد انخفاض جد طفيف أعقب موجة سخط لدى الرأي العام من سياسات حكومة أخنوش، بعد أن تجاوز سعر الكازوال ثمن البنزين ضمن سابقة تاريخية.

واستغلت شركات المحروقات الفاعلة بالمغرب تراجع الدرهم أمام الدولار لإقرار زيادة جديدة ستضمن لها مكاسب إضافية غير مشروعة قبل بيع مخزونها الحالي وسط صمت حكومي.

كما استغلت ذات الشركات فشل جميع الإجراءات التي اتخذت من أجل مواجهة تغول لوبي المحروقات ومراكمته لأرباح غير قانونية بعد أن تحول تقرير المهمة الاستطلاعية إلى أرشيف برلماني.

كما خرجت شركات المحروقات منتصرة من معركة مجلس المنافسة التي أطاحت برئيس المجلس السابق وسط اتهامات خطيرة لم تكشف ملابساتها إلى الآن.

الزيادة الجديدة في سعر المحروقات تأتي رغم الاستقرار النسبي في سوق النفط العالمي بعد أن رفعت عدد من الدول المصدرة من حصة إنتاجها.

وكانت ممارسات شركات المحروقات بالمغرب قد انكشفت بشكل واضح خلال أزمة “كورونا” التي هوت بسعر البرميل إلى ما دون 20 دولار بما فيه خام “برنت” دون أن ينعكس ذلك على السوق الوطنية.

واستفادت الشركات من خطوة التحرير التي أقدم عليها رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران وتعاملت معها كهدية سخية  فتحت لها مجال النفخ في الأسعار.

كما استفادت من الهدنة التي  لجأ إليها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني خلال ولايته تجنبا لإغضاب عزيز اخنوش، حليفه الحكومي، وأهم فاعل في سوق المحروقات بالمغرب.

وواجه أخنوش بعد توليه رئاسة الحكومة اتهامات صريحة بالاغتناء من تضارب المصالح بفضل قبعتي رئيس الحكومة، ورجل الأعمال الذي يحتكر الجزء الأكبر من كعكة المحروقات في البلاد، بما فيها حصة  الأسد من وقود الطائرات.

وسبق لصحيفة لوموند الفرنسية، أن قالت بأن موقع اخنوش باعتباره رئيسا للحكومة، وفي نفس الوقت المساهم الرئيسي في شركة “إفريقيا” لتوزيع المحروقات سيجعله  على صفيح ساخن، إذا لم يكن منصبه مهددا، بسبب الزيادة في أسعار المحروقات، وهي زيادة “قياسية” مقارنة بالحد الأدنى للأجور في المغرب والتي لا تزيد إلا بقليل عن 260 أورو.

وأضاف الصحيفة الفرنسية، بأنه بالرغم من “تكذيب” أخنوش للتقارير التي تتحدث عن تسجيل شركات المحروقات أرباحا ضخمة جراء ارتفاع أسعار المحروقات في البلاد، إلا أن العديد من المؤشرات تؤكد  أن الأوضاع في المغرب ليست على ما يرام بسبب تأثير هذه الارتفاعات على الطبقات الاجتماعية .

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي