الأعمال الفنية الرمضانية.. جدل المضمون والوجوه وشركات الإنتاج

على بعد أيام من نهاية الشهر الفضيل، يمكننا أن نقول إن الأعمال الفنية التي خلقت الجدل، وجذبت شريحة مهمة من المشاهدين، معدودة على رؤوس الأصابع، لكن يبقى أهمها مسلسل “طارق بن زياد” على القناة الأولى و”المكتوب” على شاشة القناة الثانية.

هذان العملان استطاعا خلق جدل كبير، حتى قبل بداية العرض، نظرا لتناولهما لموضوعات خلافية، مما غطى على أغلب الأعمال المعروضة تقريبا، باستثناء أعمال معدودة فرضت نفسها في السباق الرمضاني.

مسلسل “المكتوب” حقق نسبة مشاهدات عالية في تاريخ القناة الثانية لم يحققها أي مسلسل قبله، وبموازاة مع هذا النجاح الذي حصده لم يسلم من سهام الانتقادات التي طالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحجة أصحاب هذا الهجوم هو تطبيع المسلسل مع” الشيخة” ومحاولة تقديمها كفئة من المجتمع تتعرض هي وأبناؤها للتنمر والمصاعب. أما الذين صفقوا للمسلسل فقد اعتبروا أن تناول موضوع الشيخة شيء جديد في الدراما المغربية واعتبروا المسلسل نقطة ضوء ينبغي دعمها للخروج من النمطيات التي تتكرر في أغلب السيناريوهات المغربية.

وكان أداء الفنانة دنيا بوتازوت الرائع لدور الشيخة من العوامل التي ساهمت في تركيز الأنظار نحو هذا العمل الفني المغربي الذي يحسب له تسليط الضوء على فئة من المجتمع للمرة الأولى.

وبين هذا وذاك، خرج الداعية الشيخ ياسين العمري ليهاجم المسلسل، فاتسعت رقعة الجدل، ومع اتساعها زادت نسبة مشاهدة المسلسل الذي تابعته أغلب الأسر المغربية.

الشيخ ياسين العمري اعتبر أن المسلسل يريد ان يطبع الناس مع هذا المنكر متسائلا:” لماذا لا نجد بطلة مسلسل ما تقرأ القرآن وتحفظه أم ان هذا النوع من المسلسلات لن يحظى بمشاهدات عالية ؟”…

بعد انتقاد الشيخ ياسين العمري للمسلسل أصبحنا أمام جدل جديد…جدل “الشيخ والشيخة” وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي محتقنة، بين من يدافع عن الشيخ وعن كلامه وبين من يدافع عن الشيخة.. في مقارنة لا أساس لها في الواقع.

وفي القناة الأولى، تميزت البرمجة الرمضانية بمسلسل “فتح الأندلس”، وهو مسلسل من إنتاج وإخراج الكويتي مصعب العنزي، وبطولة ثلة من الفنانين العرب مع مشاركة الممثل المغربي هشام بهلول في دور شداد صديق طارق بن زياد.

مسلسل “فتح الأندلس” استطاع منذ أول حلقاته نقل النقاش بين جمهور المشاهدين إلى مستويات غير متوقعة، إذ وصل الهجوم على المسلسل إلى ردهات المحاكم واشتعلت جبهة الخلاف المغربي/الجزائري على السوشل ميديا مرة أخرى، والسبب في كل هذا هو أن المسلسل حاول منذ أول حلقاته عدم التركيز على أصول طارق بن زياد.

ففي الوقت الذي اعتبر المغاربة أن المسلسل يقدم مغالطات تاريخية كبيرة ويجهز على تاريخ قائد مغربي أمازيغي، اعتبر صناع المسلسل أن الهوية الإسلامية لطارق بن زياد هي المنطلق الأساسي، باعتبار هوية طارق بن زياد محل خلاف بين المؤرخين.

الإخوان الجزائريون، كالعادة، دافعوا عن جزائرية طارق بن زياد وهاجموا المسلسل بدورهم لينطلق نقاش مغربي جزائري على مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوقف لحد الساعة.

وبعيدا عن “المكتوب” و”فتح الأندلس” استطاع مسلسل “أولاد الدرب” المعروض على قناة إم بي سي 5 الحصول على المرتبة الثانية في قائمة المشاهدات، على منصة شاهد بعد مسلسل سلمات ابو البنات الجزء الرابع.. ويحكي المسلسل قصة شباب يتورطون في الابتزاز الرقمي لشخصيات مرموقة. وقد برز بشكل لافت في هذا المسلسل الممثل المهدي فلان الذي استحق الإشادة بتقمصه للشخصية بشكل جد رائع .

أيضا، لا يمكن نسيان السلسلة الكوميدية “التي را التي” التي دشنت عودة حسن الفذ في شخصية كبور مع الفنانة منية المكيمل وهي السلسلة التي حققت نسبة مشاهدة مهمة للقناة الثانية بعد مسلسل “المكتوب”.

ومن مفارقات الموسم الحالي وجود الممثل أمين الناجي في ثلاثة أعمال فنية، بثلاث شخصيات مختلفة، مما دفع البعض لرفع عقيرته بالصراخ متسائلين: “هل لدينا تقص في الممثلين حتى يستحوذ ممثل واحد على ثلاثة أدوار فنية مختلفة؟ “.. بينما اعتبر آخرون أن الممثل أمين الناجي مبدع في تقمصه لأدواره ويستحق التواجد في الأدوار الثلاثة .

السيناريست فاتن اليوسفي تواجدت أيضا بعملين “المكتوب” و”اولاد الدرب”، دون أن ننسى أن أغلبية الوجوه التي تواجدت في بقية الأعمال التي عرضت على القناتين المغربيتين الأولى والثانية هي نفس الوجوه التي نراها في كل موسم رمضاني، وهو ما دفع النشطاء إلى مهاجمة القناتين ودفاتر التحملات التي أصبحت تقدم “الكيكة” الفنية وتقتسمها مع شركات إنتاج بعينها، تكرر نفس الوجوه ونفس الرداءة.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي