منذ قيام رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بزيارته التاريخية إلى المغرب يومي 7 و8 أبريل، لم يتوقف الجدل في الجارة الشمالية حول القضايا التي جرى الاتفاق حولها مع الشريك المغربي. وفي مقدمتها قضية سبتة ومليلية المحتلتين، اللتان تختنقان تحت الحصار الذي فرضه عليهما المغرب بعيد انتشار الوباء. وتضاربت المواقف والمطالب في صفوف نخب المدينتين السياسية والمالية، بين مطالبين بمزيد من الانغلاق، ومدافعين عن فتح الحدود مع المغرب في أقرب وقت.
وفي خضم هذا الجدل الذي لا يزال قائما، كشفت صحيفة “أ ب ث”، بأنه من المنتظر أن تتم إعادة فتح حدود الثغرين المحتلين سبتة ومليلية مع المغرب مع نهاية شهر رمضان المبارك، على الأرجح في 30 أبريل أو 2 مايو القادمين، “وفقا للاتفاق المبرم مع المغرب، وعلى أساس أن تكون حركة البضائع هذه المرة سلسة وشفافة، ومن دون تهريب”.
فبحسب الإعلام الإسباني، ليس المغرب وحده من يرغب في وقف التهريب، بل حتى رجال الأعمال والجمعيات المهنية في سبتة ومليلية يريدون القطع مع العادات القديمة التي كانت سائدة على الحدود. ويطمحون إلى إقامة علاقات تجارية بدون تسهيلات وبدون فراغ قانوني وفي احترام تام لحقوق الإنسان. وبالتالي فلن يُسمح بنقل البضائع من قبل “النساء-البغلات” مستقبلا.
وبحسب ذات المصادر، فإن البيان المشترك الذي صادق على لقاء بيدرو سانشيز ومحمد السادس في الرباط يوم 7 أبريل ، ينص على أن حركة البضائع على الحدود لن تتم إلا عن طريق الجمارك. وبالتالي، سيتم إعادة فتح مركز الجمارك في مليلية الذي أغلقه المغرب من جانب واحد في عام 2018، وسيتعين أيضا إنشاء مركز جديد للجمارك في سبتة لوضع حد نهائي للتهريب.
ونقلت وسائل إعلام الجارة الشمالية عن إنريكي الكوبا، رئيس اتحاد رجال الأعمال في مليلية، الذي يأمل في إعادة فتح الحدود بسرعة، قوله إنه: “منذ نوفمبر 2019 ، كان المغرب قد حظر بالفعل تجارة التهريب قبل حتى إغلاق المعبر الحدودي مع سبتة (المحتلة) في مارس 2020″، بسبب وباء كورونا كما أُعلن حينها.
أما بالنسبة إلى حكومة مليلية “المستقلة”، فستتم إعادة فتح الحدود بطريقة “تدريجية”، حيث سيتم السماح في البداية فقط للعمال المنزليين وحاملي التأشيرات والمقيمين في الاتحاد الأوروبي بالعبور. ثم في مرحلة لاحقة، سيتم إعادة فتح المعبر الحدودي بالكامل، بعد إعادة تشغيل مصالح الجمارك التجارية في مليلية، وإقامة جمارك بسبتة. ونقل الإعلام الإسباني عن الكوبا تأكيده بأنه “لن يكون هناك مجال للتهريب” مستقبلا، ودعوته إلى إقامة ما أسماها “حدودا ذكية”، تسمح بالتحكم بشكل أفضل في تدفق الأشخاص والبضائع.
تعليقات ( 0 )