سهيل جباعي أو طارق بن زياد الذي يطل على شاشة القناة الأولى يوميا في مسلسل “فتح الأندلس” هو ممثل سوري من مواليد مدينة السويداء سنة 1963، درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1987.
اشتغل سهيل في المسرح القومي وقدم أيضا أكثر من 60 عملا دراميا جسد خلالها العديد من الشخصيات التاريخية ومن أشهر أعماله “أبو جعفر المنصور” “عمر الخيام” “أبو الطيب المتنبي” “أثر الفراشة” وغيرها من الأعمال التي وضع فيها سهيل بصمته كفنان وهو أيضا مؤدي أصوات متميز .
لا أحد يجادل في تمكنه وخبرته في الأدوار التاريخية لكن آخر أعماله “فتح الأندلس” أثار الكثير من الجدل بعد عرضه. تواصلنا مع سهيل جباعي فكان لبقا ودبلوماسيا في ردوده. إليكم ما قاله لميديا 90 ورسالته للجمهور المغربي.
- هناك جدل شديد في المغرب حول مسلسل فتح الأندلس والمغالطات التاريخية فيه. كيف استقبلت هذه الأصداء بوصفك بطل المسلسل ؟
■ تحياتي لجريدتكم الكريمة و قراءها الأعزاء. أنا أحاول أن لا أدخل في هذا الجدال، ليس لأنه لا يعنيني، بل لأن ذلك ليس من إختصاصي. فأنا ممثل وأهتم بما يمليه علي ذلك. و مع ذلك إذا كان لا بد من إبداء وجهة نظري في هذا الجدل فأنا أقول: إذا كان الخلاف في المغرب مغربي مغربي في شقه الأول لم يحسم بشأن طارق بن زياد إن كان عربياً أم أمازيغيا، وفي الشق الثاني الخلاف حول هوية طارق إن كان مغربي أم جزائري … فكيف لنا نحن أن نحسم هذا الخلاف أو إنهاء هذا الجدل ؟ الأستاذ محمد العنزي و مجموعة الكتاب إعتمدوا على أن يكون طارق بن زياد قائدا مسلما بغض النظر عن أصوله، خاصة أن المراجع الموجودة مختلفة أيضاً فيما بينها على هوية طارق. و ما يحدث من جدال في هذا الموضوع حقيقة شيء مؤسف … و عبر التاريخ الطويل لكل القادة في الإسلام دون ذكر أسماء. لم يذكر يوما ما أو في مرجع ما هوية هذا القائد أو ذاك. علينا أن نهتم بما قام به طارق بن زياد من عملٍ عظيم و بطولة قلّ نظيرها لما فيه خير للأمة الإسلامية آنذاك، و إنعكاسه على وجودها و إقامة حضارة الأندلس التي إستمرت لمئات السنوات قبل سقوطها.
- ربما قد يكون هناك خلاف حول أمازيغية أو عربية طارق بن زياد ولكن الجزائر لم تكن موجودة كدولة في ذلك الوقت. هل أنت شخصيا تشك في مغربية طارق بن زياد ؟
■طارق بن زياد يشرفني كشخصية تاريخية ملهمة وقائد فذ بغض النظر عن أصوله، ولا يحق لي أن أؤكد أو أشكك في إنتمائه. و الشرف الأكبر لي هو أنني قمت بتجسيد هذه الشخصية العظيمة و الجميلة.
- بعيدا من الخلاف الهوياتي، كيف تقمصت الشخصية ودخلت إلى عمقها قبل التصوير وأثناءه؟
■في الحقيقة منذ اللحظة التي تم فيها إختياري للعب شخصية طارق بن زياد وتبليغي بذلك اعتراني قلقٌ كبير بالرغم من لعبي لشخصيات تاريخية غاية في الأهمية في الكثير من الأعمال. و لكن هذه المرة كان الإحساس بمسؤولية تجسيد هذه الشخصية المهمة و الملهمة كبيرٌ جداً. فبحثت كتيراً عن طارق و صفاته و ما يمكنني من الوصول لرسم ملامح هذه الشخصية فلم أجد الكثير من هذا، و لم يكن هناك سوى أنه حكيم مقدام و يتصف برجاحة العقل و القوة… ومن هنا بدأت، بالإعتماد على هذا و على خبرتي في تناول شخصيات تاريخية… و لكن طوال أربعة شهور وأنا أحاول أن أعيش لحظة بلحظة هذه الشخصية العظيمة. وأرجو من الله أن أكون قد وفقت بذلك.
- بالنسبة للجزء الثاني والثالث سمعنا بأن هناك مفاوضات مع الممثل التركي انجين ألتان بطل قيامة أرطغرل ليكون جزءا من طاقم العمل. هل هذا صحيح ؟
■أنا سمعت هذا الكلام أيضاً، و لا أستطيع أن أؤكد ذلك. سيتضح هذا الأمر خلال الشهرين القادمين. على العموم أهلا به بيننا.
- شارك معكم ممثل مغربي واحد هو هشام بهلول، كيف كانت علاقتكما أثناء التصوير وخارجه؟
■علاقتي مع الفنان الجميل هشام بهلول تعود لأكثر من خمسة عشر عاماً. لقد جمعتنا مجموعة من الأعمال، و كنت سعيد جداً بمعرفته. علاقتنا تشوبها الألفة و الإحترام. و هي قوية بكل تأكيد في التصوير مع بعض و خارج التصوير أيضاً مع بعض في الرحلات و النزهات. بإختصار هشام صديق حميم أعتز به.
- من بين كل الشخصيات التاريخية التي جسدتها طيلة مسارك الفني …من هي الشخصية التي تشعر أنها لازالت الأقرب لقلبك
■ فنياً كانت شخصية عبيد الله ابن زياد بالرغم من أنها شخصية شريرة، ثم هناك شخصية أبو عبيدة ابن الجراح، بعدها شخصية الشاعر الصعلوك الشنفري كانت محببة جداً إلى قلبي. حتى أتى طارق بن زياد واحتل المكان كله في قلبي. لقد أحببت الشخصية كثيراً و كنت مستمتعاً جداً و حريصاً بنفس الوقت على تجسيدها.
- كلمة أخيرة؟
أقول للجمهور المغربي: رمضان كريم. و كل عام وأنتم بألف خير . و أتمنى لهذا الشعب الجميل والرائع و الذي خبرته عبر سنوات وسنوات مزيداً من التقدم و النهوض و الرخاء، لأنكم تستحقون ذلك، تستحقون الحياة .
تعليقات ( 0 )