يدافع عن أخنوش ويطالب بانتخابات مبكرة لتغييره
في قلب موجة غضب عارمة جراء اشتعال أسعار المواد الاستهلاكية، خرج عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليدافع عن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ويهاجم الأصوات التي رفعت شعار “أخنوش إرحل”، واصفا الحملة التي طالت الرجل بـ”الغريبة”. بل إنه ذهب بعيدا ليوحي بأن “جهات نافذة” ربما تقف وراء المطالبة برحيل أخنوش.
بنكيران الذي كان يضرب فوق الطاولة ويشن الهجومات السياسية باستعمال “المدفعية الثقيلة” في عهد الحكومة التي كان يقودها حزب، حتى إنه تحول إلى أكبر معارض لها، بل وساهم بشكل كبير في إضعافها من الداخل عبر بت الفرقة في صفوف حزبه من خلال ما عرف آنذاك بـ”تيار بنكيران” و”تيار الاستوزا”، بدا هذه المرة أكثر “تفهما” للصعوبات التي تواجهها حكومة أخنوش.
صحيح أن بنكيران بعث في أكثر من مناسبة رسائل ود نحو عزيز أخنوش..تارة بوصفه بـ”ولد الناس” وتارة بالتدخل بشكل صارم من أجل إخراس بعض الأصوات المشاكسة داخل حزبه من أجل الكف عن مهاجمة أخنوش، ومن ذلك ما وقع ذات يوم مع أفتاتي حينما كان بنكيران يحاول أن يقنع أخنوش بالمشاركة في حكومته..لكن الذي تغير اليوم هو أن بنكيران ينتمي لحزب في المعارضة، والمفروض أن يدافع الرجل عن جيوب المغاربة لا عن مصالح من يشاركون في الحكومة.
لقد أثبت بنكيران أنه من فئة الشخصيات السياسية التي بإمكانها أن تشعل الحرائق، كما بإمكانها أن تقدم نفسها كإطفائي بإمكانه أن يخمدها، وهذا بالضبط ما يحاول بنكيران أن يبعثه كإشارات نحو الدولة..فهو الذي رفض الخروج في مظاهرات 20 فبراير تضحية منه من أجل الدولة..وهو نفسه الذي يرفض معارضة الحكومة لأنه “مكاين ماتعارض”..وهو نفسه الذي يخرج اليوم للدفاع عن استقرار الحكومة ورئيسها في غمرة غضب اجتماعي من لهيب الأسعار.
لكن الذي وجب الانتباه إليه في خطاب بنكيران وحزبه هو الرسالة التي بعثها بأنه مع تنظيم انتخابات من أجل تغيير رئيس الحكومة، بدل أن تتم الاستعانة بشخصية أخرى من قبيل مولاي حفيظ العلمي..وهذه رسالة ينبغي التقاطها بكثير من الجدية، لاسيما وأن الحزب بدوره يدفع نحو انتخابات مبكرة.
لقد كان المجلس الوطني للعدالة والتنمية حاسما في هذا النقطة، عندما أكد البيان الختامي بشكل واضح “أن تصحيح أزمة مشروعية رئيس الحكومة وأدائها على إثر ما جرى في انتخابات 8 شتنبر 2021 وفشلها في الوفاء بوعوده الغليظة، بعد إعطائه مهلة معقولة بطبيعة الحال، لا يمكن أن يتحقق إلا بانتخابات جديدة حرة ونزيهة وشفافة وعبر صناديق الاقتراع وليس بتغيير شخص بآخر”.
تعليقات ( 0 )