هل تجسست المخابرات الإيرانية على المغرب؟

هل تجسست المخابرات الإيرانية على المغرب؟ تحمل العديد من الأخبار المتقاطعة على طرح هذا السؤال… فبحسب مواقع مقربة من المخابرات الفرنسية، فقد تكون مجموعة من الهاكرز (قراصنة الأنترنت) الإيرانيين تحمل اسم “ليسوم  Lyceum” هاجمت بكثافة خلال الشهور الأخيرة مواقع حساسة على الشبكة العنكبوتية، لدول تعتبرها طهران معادية ويوجد بينها المغرب.
واستهدفت هذه الهجمات السيبرانية التي وقعت، بحسب المصدر نفسه، بين شهري يوليو وأكتوبر الماضيين، كذلك تونس والسعودية وإسرائيل إلى جانب المغرب. وقد تكون استهدفت شركات الاتصالات للدول المذكورة، بحسب تقارير صدرت عن شركتين عالميتين متخصصتين في أمن الأنترنت، هما “كاسبرسكاي” و”كليرسكاي”. وبحسب المصدر المقرب من الاستخبارات الفرنسية دائما، فقد تكون مجموعة قراصنة الأنترنت “ليسومLyceum” التابعة للمخابرات الإيرانية، قامت باستهداف وزارة خارجية لدولة بشمال إفريقيا، لم تسمها التقارير بالاسم، وتجسست على الوزير وشبكة المصالح التابعة لوزارته.
وإذا كان المغرب لم يعلق إلى حدود الساعة على التقارير الدولية حول هذا الموضوع الحساس، فإن إدارة الدفاع الوطني تحمل على محمل الجد الهجمات السيبرانية، التي أضحت معضلة أمنية حقيقية خلال العقد الأخير، حتى بالنسبة لدول متقدمة نظير الولايات المتحدة؛ حيث تمثل الحروب السيبرانية أحد العناصر المؤثرة في السياسة والاقتصاد على الصعيد الدولي، نتيجة انتقال جزء كبير من الصراعات بين القوى العظمى في العالم، إلى شبكة الإنترنت والوسط الرقمي.
وفي هذا الإطار، تمكن المغرب من صد 400 هجوما سيبراني خلال 2021، بحسب تقرير رسمي نشر قبل أيام.
فقد كشف تقرير برلماني نقلا عن المديرية العامة لأمن نظم المعلومات (الحكومية التابعة لإدارة الدفاع الوطني المغربية)، كشف منذ أيام أنه “خلال سنة 2021 واجهت المديرية ارتفاعا في الهجمات السيبرانية، وتم صد 400 منها”. وبحسب التقرير، فإن هذه التدخلات الدفاعية “تهدف إلى التقليل من المخاطر السيبرانية وحماية الأنظمة الحساسة من التهديدات الداخلية والخارجية، من خلال التركيز على الأهداف الأساسية للحماية، وهي سرية المعلومات، وسلامتها، وتوافرها.” وأوضح التقرير البرلماني بأنه ” تم تحليل الحوادث بسرعة ودقة بناء على المعرفة المكتسبة من تقنيات كشف الاختراقات واتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع الحوادث السيبرانية”.
كما نجحت المديرية، بحسب التقرير البرلماني دائما، “في ابتكار أول جهاز تشفير محلي الصنع لفائدة بعض البنيات التحتية الحساسة، يعتمد على برامج وطنية للتشفير من أجل حماية بيانات الفاكس والمكالمات”.
وللتذكير، سبق أن وقعت المملكة اتفاقية للتعاون مطلع الصيف الأخير مع إسرائيل، التي تعتبر بعض شركاتها الأمنية من بين الأكثر تطورا في مجالات الأمن الدفاعي على الانترنت في العالم. وكشف الإعلام الإسرائيلي أن أطقما مغربية وإسرائيلية عملت بعد التوقيع على اتفاقية التعاون، على بناء منظومة سايبر دفاعية مغربية وزودت المغرب بخبرات وبرامج سيبرانية دفاعية.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي