صفعة في تمارة تهزُّ الأركان.. وقتيلة في أرفود أقل من الهيبة..

في تمارة، صفعة واحدة كادت تهدُّ الأركان، وتُعلن حالة الطوارئ، فقد تجنّد كثيرون خلف كورال جماعي يردِّد: “هيبة الدولة.. هيبة الدولة”.

لكن في أرفود، سقطت أستاذة شابة في مقتبل العمر، ضحية ضربة”شاقور” على رأسها، وظلت بين الحياة والموت لأيام، قبل أن تُعلن وفاتها أخيرا، وسط صمت مطبق، وكأنها مجرّد رقم لا غير..

لا وزير تكلّم، لا بلاغ صدر، ولا تقارير مطوّلة، ولا “مواطنين صالحين” بكوا على هيبة المعلم الذي لم يُصفَع بل قُتل، ومن طرف مَن؟ تلميذ من المفترض أن يكون متلقيا للعلم لا حاملا لفأس الغدر.

في بلادنا، الدم لا يُحرك المسؤولين، لكن صفعة قد يكون لها وقع الزلزال.

في بلادنا، معلمة تُضرب على رأسها داخل مؤسسة تكوين، ولا أحد يرى في ذلك تهديدا لهيبة المدرسة، ولا إساءة للمنظومة، ولا فضيحة مجتمعية تستوجب تحركا رسميا و قانونيا عاجلا، أو تفكيرا في حماية المشتغلين بقطاع التعليم..

المفارقة أننا في زمن صار فيه القتل أقلّ ضجيجا من الصفعات، والضحايا أقلّ أهمية من “الهيبة”..

في تمارة، كان الضحية ممثلا للسلطة، وفي أرفود، كانت الضحية ممثلة للعلم.

لكن شتان بين ما حدث هنا وما حدث هناك..

هو درس قاسٍ، لا يُدرّس في معاهد التكوين، ولا يدخل في امتحانات المواطنة.

ربما كانت الأستاذة، وهي في غيبوبتها، بحاجة إلى أن تكون موظفة في قطاع أو مجال آخر حتى تُفهم الجريمة في سياقها الحقيقي..

لكنها للأسف.. كانت فقط أستاذة.

كان من المفروض أن تكون الجنازة مهيبة. أن تُشيّع الأستاذة كما يُشيّع الكبار، لا لأنها فقط ضحية جريمة شنعاء، بل لأنها، مربية فقدت حياتها وهي تقوم بواجبها..

كان من الواجب أن يحضر الجنازة وزير القطاع، لا أن تمر المأساة كما تمر أخبار الطقس..

أي رسالة نبعثها اليوم لآلاف الأستاذات اللواتي يلجن الأقسام كل صباح؟

رحم الله الأستاذة، ضحية الغدر والصمت.

رحمها الله، وألهم ذويها الصبر، وأعاد للمسؤولين رشدهم..

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي