غزة تنزف والتطبيع يعمِّق الخلاف بين العدالة والتنمية والعدل والإحسان

عادت الهوة الفكرية والسياسية بين جماعة العدل والإحسان من جهة، وحركة التوحيد والإصلاح وذراعها السياسي حزب العدالة والتنمية من جهة أخرى، إلى الواجهة، وهذه المرة من بوابة التضامن مع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر.

ففي سابقة تُنذر بمزيد من التوتر، هاجمت السكرتارية المحلية للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع بطنجة – المعروفة بقربها من العدل والإحسان – “المبادرة المغربية للدعم والنصرة”، وهي هيئة تضم نشطاء من التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية، بسبب نداء وجهته هذه الأخيرة إلى سكان طنجة لحثهم على المشاركة في المسيرة التي دعت إليها الجبهة ذاتها، يوم السبت 29 مارس.

البيان الصادر عن الجبهة، والذي جاء بلهجة حادة وغير معهودة، اعتبر أن استغلال منبر الجبهة من قبل فصيل سياسي معين لتوجيه نداءات خاصة به يُعدّ تشويشا على الدينامية المشتركة، في إحالة مباشرة على ما اعتبرته “ركوبا” من طرف العدالة والتنمية على مجهود جماعي يقوده تحالف واسع ضد التطبيع، بقيادة العدل والإحسان.

ولم يتأخر الرد، حيث خرجت أمينة ماء العينين،بتدوينة وصفت فيها البيان بـ”بلاغ طنجة الصغير”، مشيرة إلى أنه يمثل سقوطا أخلاقيا في لحظة يفترض فيها توحيد الصفوف لا تشتيتها.

وأكدت ماء العينين أن أبناء العدالة والتنمية “لا يحتاجون إلى صكوك غفران من أحد”لإثبات وفائهم لفلسطين، لأنهم تشربوا القضية منذ الطفولة، وكانت حاضرة في وجدانهم وسلوكهم ونضالهم.

وأضافت ماء العينين: “من يشعر بوزر الخيانة هو من يرتكبها لا من يُتهم بها… ولن نُزايد في الدم الفلسطيني ولا في ساحات التضامن، وسنظل نناضل من موقعنا دون حاجة إلى إذن من جهة معينة”. واعتبرت أن محاولة إقصاء الحزب من ساحات الدعم للقضية الفلسطينية تكشف عن “ذهنية احتكار للنضال” لا تخدم القضية، بل تضرها.

يُذكر أن الخلاف بين العدالة والتنمية والعدل والإحسان ليس جديدا، إذ تفصل بين التنظيمين رؤى متباينة حول العمل السياسي وموقع الدولة والديمقراطية، غير أن هذا الخلاف كان يميل في السنوات الماضية إلى التهدئة وتجنب الاصطدام العلني، لكن هذه الحادثة كشفت أن التقارب الظاهري يخفي تباينا أعمق.

شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي