غزة..الصمت شريك في القتل

بينما يتواصل سقوط الشهداء في غزة حيث قارب العدد 500 شهيد، بينهم 100 طفل، ويتواصل التدمير، فإن الصمت حيال ما يجري يصبح فاضحا..

والواقع أنه حين تُقصف غزة فليس الصواريخ وحدها من تقتل، بل الصمت أيضا..

الصمت الذي يمنح الضوء الأخضر لاستمرار المجازر، الصمت الذي يجعل القاتل أكثر جرأة، لأنه يعلم أن أحدا لن يحاسبه، وأن أقصى ما يمكن أن يواجهه هو “قلق المجتمع الدولي” الذي لم يوقف قنبلة واحدة عن السقوط.

الصمت ليس موقفا محايدا، بل هو انحياز واضح للجريمة، هو طعنة في ظهر الضحايا، هو تأكيد بأن غ.ز.ة ستبقى وحدها تواجه مصيرها.

خذلان غ.ز.ة ليس وليد اليوم، لكنه يتجدد في كل مرة تسيل فيها دماء الفلسطينيين، إذ تتحول القضية إلى مجرد نشرة أخبار عابرة، وإلى بيانات خجولة تتحدث عن “القلق العميق” و”الدعوات إلى ضبط النفس”، وكأن الحديث عن مأساة شعب أصبح مجرد تمرين لغوي يُفرغ من أي مضمون حقيقي.

في هذا الخذلان، الجميع متورطون:

المجتمع الدولي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لكنه يغض الطرف حين يكون الضحية فلسطينيًا والجاني إسرائيليا. يُناقشون أزمات العالم بحزم، لكنهم يعقدون الاجتماعات الباردة حين يتعلق الأمر بغزة، في محاولة لإدارة الأزمة بدل حلها.

• العالم العربي الذي يُصدر بعضه بيانات التنديد، لكنه عاجز عن اتخاذ أي خطوة حقيقية تغير شيئًا من المعادلة، بينما يختار آخرون الصمت القاتل..وكأن القضية ليست قضية شعب شقيق يُباد أمامهم.

الإعلام العالمي الذي يُجيد تزييف الحقائق، ويستخدم مصطلحات مضللة وكأن غزة طرف متكافئ في معادلة القوة، متناسيا أن هناك، جانيًا وضحية.

مهما حاولوا إعادة صياغة الواقع، فإن الحقائق لا تتغير، هناك محتل يقتل، وشعب يقاوم. هناك إبادة جماعية،وهناك مقاومة تحاول الدفاع عن حقها في الحياة.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ

تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

المقال التالي